تحول شعار «لا دخول للعزاب» إلى جدال أسبوعي وشبه يومي بين الشباب وحراس المولات التجارية في المدينةالمنورة، في وقت لا يعرف الكثير من الشباب الوجهة التي يمكن أن تقبلهم، لتشتد المشادات وتتطور إلى ملاسنات لا يحمد عقباها. ويؤكد العديد من الشباب أنهم مثل الآخرين يأتون للسوق للعديد من الأهداف لشراء الملابس أو الترفيه أو لتناول الطعام أو شراء الاحتياجات الضرورية أو بعضهم يأتون للعمل وغيرهم خاصة أنه لا توجد أماكن ترفيهية مخصصة للشباب يستطيعون الجلوس فيها. ويقول حمود العضيان وعبدالله محمد وعبدالعزيز الدعجان إنه من المفترض عدم المنع في الأساس فالأسواق مفتوحة للجميع، ولو توفرت العقوبات الرادعة ولعديد من رجال الأمن ورجال الهيئة، سيساهم ذلك في ردع كل من تسول له نفسه العبث بالحرمات أو تشويه صورة المجتمع، مبينين أن اللبس ليس شرطا للتحفظ على دخول الشباب، لأنهم عند زيارتهم لأسواق في الدول الخليجية المجاورة، لا يحدث أي تحرشات، بسبب شدة العقوبات على المخالفين. ويضيف حارس أمن محمد يوسف أنه يستطيع سريعا التعرف على العديد من الشباب أصحاب المشاكل الدائمة ويتم في العادة أخذ تعهدات عليهم، حيث يمنع دخولهم للمول، بالإضافة إلى أن الخبرة تدلنا على معرفة أصحاب المشاكل من مظهرهم أو من طريقة حديثهم أو أسلوبهم، حيث أن بعضهم يلبسون ملابس قصيرة أو يقوموا بعمل قصات شعر غريبة فهؤلاء نعرف أنهم قد أتوا بهدف مضايقة المتسوقات أو إيذائهن أو معاكستهن. وأشار إلى أنهم يتعرضون للكثير من السباب والشتائم وفي بعض الأحيان تصل إلى التعدي من قبل الشباب، مشيرا إلى انه تم استدعاء الشرطة في بعض الأحيان، وقال نحاول حل المشاكل وتهدئة غضبهم بأقل الأضرار الممكنة، ونحن بالتأكيد يهمنا وجود الشاب لكن من يحترم نفسه سيجد الجميع يرحب به ولن يكلمه أحد، مبينا أن كثيرا من الشباب ينقصهم الوعي في احترام الآخرين، وأن أعمار أكثر الشباب الذين تم القبض عليهم لتسببهم في حدوث مشاكل ما بين 15 – 22 عاما. وأوضح محمد السحيمي مساعد مدير أحد المولات بالمدينة أنه تم ترتيب أوقات الدخول بالنسبة للشباب في الفترة الصباحية في كافة أيام الأسبوع وفي الفترة المسائية في أيام وسط الأسبوع، أما في الفترة المسائية لنهايه الأسبوع فتكون للعائلات فقط وذلك منعا لحدوث المشاكل والمعاكسات. ونفى منع الشباب من دخول المول، وقال: «لا نمنع كل الشباب فهناك العديد من الشباب يتمتعون بأخلاق عالية ومظهر لائق نسمح لهم بدخول السوق دون أي مضايقة، فقط نضاعف عدد أفراد حراس الأمن في إجازة نهاية الأسبوع وفي المناسبات الرسمية، وذلك نظرا لازدياد عدد المتسوقين، ونعقد كإدارة المول اجتماعات دورية مع أفراد الأمن وذلك بهدف تعليمهم وتدريبهم عن كيفية التعامل مع كافة شرائح المجتمع، وخاصة في حالة حدوث مشاكل، وفي العادة لا يكون رجل الأمن لوحده على البوابة كون بعض الشباب يأتون بشكل جماعي مما يستدعي وجود مجموعة من أفراد الأمن ويكونون حاملين لأجهزة اتصال في حالة حدوث أي مشكلة يتم دعمهم بعناصر إضافية، مشيرا إلى أن التنسيق مباشر مع الهيئة، حيث أنها تكون متواجدة دائما من خلال مكتب تم تخصيصه لها من وخاصة في فترات الإجازات والتي يكثر فيها أعداد المتسوقين. ويرى السحيمي أن السبب الرئيسي لمنع دخول الشباب هو منع حدوث اختلاط بين الشباب والفتيات ما يترتب عليه مضار عديدة بسبب قلة الوعي بينهم وعدم وجود رادع، حيث تحدث الكثير من المخالفات والمعاكسات، مؤكدا أنه لم يأتي أي أمر فيما يخص دخول الشباب للمولات. من جانبه، قال الشيخ سليمان العنزي مدير عام هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمدينةالمنورة أن النظام لا يمنع الشباب من دخول الأسواق، ورجال الهيئة يجب ألا يقفوا عند مداخل الأبواب وليسوا مسؤولين البتة عمن يدخل السوق أو يخرج منه، وإنما مسؤولين عن ضبط السوق فيما يتعلق بالمخالفات الشرعية التي تعكر صفو المتسوقين أو تخالف الشرع الحنيف، وخاصة في أيام الإجازات والتي يكثر فيها عدد المتسوقين.