فيما يحتفل المجتمع الدولي باليوم العالمي للمعاق والذي صادف أمس الثلاثاء، أكد عدد من المعوقين على الجهود الكبيرة التي تبذلها حكومة خادم الحرمين الشريفين من أجل توفير أفضل سبل الرعاية لهم ودمجهم في المجتمع، غير أنهم أبدوا بعض الملاحظات على ضوابط صرف الإعانات التي وضعتها وزارة الشؤون الاجتماعية وحرم البعض بسببها من الحصول على الإعانة المستحقة لهم جراء إعاقاتهم. وأشاروا إلى أن من أهم هذه العوائق عدم شمول أي شخص معوق يتقاضى راتبا شهريا يتجاوز ثلاثة آلاف ريال بنظام إعانات التأهيل، كما أنه لا تصرف الإعانة لمن يتجاوز عمر 45 سنة بصفة إدراجه في الضمان، مع أن النظام يسمح باستلام إعانتين في وقت واحد، إضافة إلى أن تصنيف الإعاقات حرم الكثيرين من استلام معونات ومساعدات عدة، كما تم وفق نظام التصنيف الجديد خفض مبالغ الكثير من إعانات المسجلين والمتقدمين الجدد عما كانت عليه سابقا، مؤكدين أن ما يلقونه من رواتب لدى أي من القطاعين العام والخاص لا يفي بتكاليف متطلبات الإعاقة وما يترتب عليها، فكيف بمواجهة أعباء الحياة العامة والمعيشية اليومية. وأنحى المتحدثون باللائمة على وزارة الشؤون الاجتماعية لعدم اهتمامها أو النظر في المطالبات الملحة والمستمرة التي يتقدمون بها، وهي الجهة المعنية بصرف الإعانات والمستلزمات والمتطلبات الخاصة بهم، حيث لم تجد معظم مطالباتهم آذانا صاغية - على حد قولهم - لدى القائمين على الوزارة. واشتكى عدد من المعوقين من الإجراءات التي تسببت في حرمانهم من الإعانات أو المزايا التي يتمتع بها المعوقون، بسبب اعتماد تصنيف الإعاقات الأخير الذي حال دون شمول كثير منهم بالإعانات بل حتى التسجيل لدى الوزارة للحصول على المزايا المخصصة لهم كتحمل رسوم التأشيرات والرسوم الأخرى ومزايا التخفيض وخلافها. وقالوا رغم حرص قيادتنا الرشيدة وولاة أمرنا حفظهم الله وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أيده الله على تقديم كل ما تحتاجه هذه الفئة الغالية، فإن هذه الإجراءات تؤدي إلى تقليص عدد المستفيدين وهو ما يتنافى مع التوجيهات السامية ومع الاحتياجات الأساسية للمواطنين ولهذه الفئة. حرمت من الإعانات بداية يقول فارس حمدي (طالب جامعي يعاني من الأنيميا المنجلية) نظرا لحاجة أسرتي لجأت للشؤون الاجتماعية بحكم أني مولود بهذا المرض وفوجئت بأن إعاقتي ليست من ضمن تصنيف الإعاقات، وبالتالي حرمت من الإعانات ومن مكافأة الجامعة بمبلغ 3 آلاف ريال والتي تسلم للمعوق إذا رفعت الشؤون الاجتماعية باسمه. سؤال مشروع وذكر المعوق علي الشلهوب (موظف في جمعية خيرية) أن الأعمال التي يحصل عليها المعوق بسبب وضعه الصحي لا تتجاوز 4 آلاف ريال، ومع غلاء المعيشة الحالي يعاني المعوقون في تلبية جميع تكاليف الحياة، وهو يطمع أن يتزوج ويبني أسرة، «ونظام وزارة الشؤون الاجتماعية حرمنا من ذلك بمجرد إسقاط الإعانات عند التوظيف، كما أن الوزارة تحسب للمعوق عمرا محددا، فكيف إذا شاخ واحتاج إلى المعونة، لماذا يحرم المعوق من الإعانة بعد بلوغه سن ال 45. رواتب محدودة ويقول المعوق محمد علي «تقوم وزارة الشؤون الاجتماعية بتسليم إعانة محددة للأسرة دون تحديد مستوى المعيشة لها، وبعض الأسر تكون قادرة على تلبية احتياجات ابنها المعوق، فيما البعض الآخر لا يستطيع تلبية كل احتياجاته من كراسي ومواد طبية من الإعانة المحدودة، كما أنها تقطع بمجرد توظيفه رغم أن رواتب المعوقين تكون محدودة، فيحتاج المعوق وأهله إلى المساعدة قبل الوظيفة وبعدها، كما أن المعوق يمكن أن يكبر ويهرم دون أن يؤمن مستقبله، وبذلك يصبح عالة على أسرته طوال عمره. نحتاج لإعانة دائمة وينتقل الحديث إلى هند مجلي حيث تقول: «يحتاج المعوق طوال فترة حياته إلى كراسي وأجهزة طبية تعينه على حياته، وتقوم الوزارة بصرف هذه الاحتياجات بعد 6 أشهر أو أكثر، فهل يستطيع المعوق الإنتظار كل هذه المدة بدون كرسي أو جهازه الطبي والذي يصبح بمثابة طرفه الحقيقي، لذلك يحتاج المعوق لإعانة دائمة وخصوصا بعد سن ال 45، فهل حددت الوزارة وفاته في هذه السن. فإذا ذكرت الوزارة أن تكون إعانة المعوق على الضمان الاجتماعي وهي لا تتعدى 700 ريال، فهل يستطيع أن يوفر بها حاجياته الطبية، خصوصا وأنه في سن الهرم، حيث تكثر الأمراض، فلماذا تقطع الوزارة الإعانة عنه في هذه السن إذا سمح النظام بصرف إعانتين في وقت واحد.