في الوقت الذي تتعاقد إدارة التعليم بمنطقة المدينةالمنورة مع ملاك مبان سكنية متهالكة لافتتاح مدارس جديدة ما يشكل خطرا على سلامة الأبناء إذ يفتقر أغلبها أدنى مقومات السلامة، تظل المشاريع المدرسية المتعثرة شاهدا على غياب الرقابة والمتابعة من جهات الاختصاص، كما أنها تستغل من قبل بعض العمالة السائبة التي تأخذ منها مأوى خاصة أن بعضها مر عليه أكثر من 7 سنوات، وما زالت دون إنجاز. ويتابع عدد من السكان والطلاب في منطقة المدينةالمنورة إدارة التعليم لإنهاء تعثر المشاريع، إلا أن التعثر ما زال مسيطرا على المشاريع في بعض الأحياء والهجر القريبة من منطقة المدينةالمنورة. يقول المواطن عطا الله مسند الرشيدي من سكان مخطط الأمير تركي شمال منطقة المدينةالمنورة المجاور لمطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي إنه ينتظر وجيرانه في المخطط انتهاء مشروع مبنى مدرسة الوليد بن عقبة المتوسطة، إلا أن العمل متوقف في المشروع منذ 8 سنوات، ما أصابهم بالإحباط، ما استدعى بقاء أبنائهم في مدارس تقبع في مبان سكنية غير صالحة للأداء التعليمي بالمرة، وفي أحياء متفرقة بعيدة عن الحي الذي يسكنونه، مشيرا في الوقت نفسه الى أن المبنى المدرسي غير المكتمل أصبح مهجورا، ما دفع العمالة السائبة لسكناه. يوافقه الرأي المواطن صالح المطيري من ساكني نفس المخطط مشيرا الى أن مبنى متوسطة الوليد بن عقبة بدا عليه التهالك والخراب جراء تركه متعثرا لسنوات طويلة، كما أن جزءا منه تم استقطاعه لسكن بعض العمالة، فيما يبدي المطيري أسفه على تعثر المشروع مناشدا إدارة تعليم المدينة بسرعة التدخل وسحب المشروع المبنى من المقاول الحالي وتسليمه لآخر بشروط جديدة تضمن إنجاز المشروع في الوقت المحدد. ويؤكد المواطن محمد مصلح العرعري أن أثر التلف والصدأ أصبح واضحا على بوابات المبانى الخارجية لهذه المشاريع، بالإضافة إلى غياب اللوحات التفصيلية التي تحمل مواصفات المشاريع ومدد التنفيذ والشركات المنفذة، مضيفا: تسبب أكثر من مقاول في تأخر تنفيذ مشروع مدرسة أبي فراس الحمداني الابتدائية ومتوسطة بلاط الشهداء في وادي ريم 70 كم شرق المدينةالمنورة على طريق الهجرة لمدة تزيد على 7 سنوات، ما أثار حفيظة الأهالي لتأخر المشروع لمدة طويلة، ما تسبب في تهالكه وهبوط أسقفه، مطالبا الجهات ذات العلاقة بسحب المشاريع المتعثرة من المقاولين المتباطئين وتكليف مقاول جديد بشروط وعقود محددة لضمان التنفيذ في أسرع وقت للاستغناء عن المباني المستأجرة التي أصبحت هاجس الأهالي والطلاب والطالبات على حد سواء. ويشير معوض عوض الحربي الى أن أهالي وادي ريم كانوا استبشروا خيرا قبل 7 سنوات بتحرك وزارة التربية والتعليم لبناء مدرسة في الوادي لتريح الأهالي من المبنى المستأجر الحالي، ولكن سرعان ما تبددت فرحتهم إثر توقف العمل في المشروع فجأة، ما أدى بالمبنى إلى التهالك مع مرور الزمن، حيث تساقط بعضه لتوقف البناء، كما اختفت اللوحة التفصيلية للمشروع. ويطالب الحربي بسرعة تدخل «نزاهة» في الموضوع ومعرفة سبب تعثر مشروع مدرسة وادي ريم لمدة تزيد على 7 سنوات، ما أضر بطلاب القرية بشكل عام. ورغم شكاوى الأهالي لإدارة التعليم بالمدينةالمنورة إثر توقف البناء في مشروع المدرسة الجديدة -على حد قول كل من رزق رزيق الحربي وضيف الله عويض المطرفي- إلا أن المقاولين لم يعودوا للعمل، ما جعل البناء يصبح خرابة وملاذا للمشبوهين الذين يشكلون خطرا على السكان والأطفال، حيث تصدعت جوانبه وتهالكت أعمدته، ناهيك عن حرمان الطلبة من الدراسة في مبنى جديد يغنيهم عن المباني المستأجرة التي تفتقد أبسط قواعد السلامة، مؤملا أن يتم رفع أنقاض هذا المبنى الذي تقادم وتآكل بفعل عوامل التعرية والبدء عاجلا في إنشاء مبنى جديد، وطالبا إدارة تعليم المدينةالمنورة بمتابعة المشاريع بشكل جاد ومستمر مع مقاولي المشاريع وفرض عقوبات صارمة في حال تأخرها، وعدم التهاون مع المقاولين في حالة ثبوت تعمد تقاعسهم عن العمل. من جانبه أوضح ل«عكاظ» مدير إدارة الإعلام التربوي في الإدارة العامة للتربية والتعليم بمنطقة المدينةالمنورة عمر بن محمد البرناوي أن المقاول وراء تعثر مشروع المدرسة في قرية الغزلان، كما أنه تقاعس عن تنفيذ بنود العقد، إذ تم سحب المشروع وتسليمه لمقاول آخر، ما لبث أن توفاه الله، فظهرت بعض الإشكالية على المؤسسة بعد وفاته، فتم سحب العملية وترسيتها على مقاول ثالث، وجار إزالة الأنقاض والمخلفات السابقة من المشروع التي أثرت عليه العوامل الطبيعية استعدادا للبدء في تنفيذ المشروع.