فيما يواجه الحوار الوطني في اليمن تعثرا، فإن السلطة التنفيذية تصارع تحديات عدة تتمثل في اتهمات متبادلة وعراقيل وانفلات أمني في صنعاء، ومواجهات دامية مع عناصر حوثية وقبائل صعدة والمحافظات المحاذية لها في عمران وحجة. أكد نائب أمين عام الحوار الوطني ياسر الرعيني ل «عكاظ»، أن إنجاح مؤتمر الحوار هو المخرج للقضايا والإشكاليات التي تواجه اليمن من انفلات أمني وغيره، مبيناً أن الأمانة العامة حريصة على إنجاحه واختتامه في أقرب فرصة. وقال إنه لا توجد عثرات أو نقاط خلاف في القضايا المنظورة على طاولة الحوار الوطني، بيد أن المشكلة تكمن في عدم حضور بعض أطراف الحوار. وأضاف أن لجنة التوفيق في اجتماعات متواصلة لاستكمال القضايا المطروحة أمامها، فيما الفريق المصغر المنبثق عن القضة الجنوبية ينتظر عودة المبعوث الدولي جمال بن عمر، مشيرا إلى أن تقرير العدالة الانتقالية أحيل إلى لجنة التوفيق التي ناقشت الأسبوع الماضي القضايا المختلف عليها بالنسبة للعدالة الانتقالية. ميدانياً، تشهد العاصمة اليمنية إجراءات أمنية احترازية وأعمال تفتيش للدراجات النارية، وأوضح مصدر أمني ل «عكاظ» أن تلك الإجراءات تهدف إلى وضع حد لأعمال الاغتيالات ومحاصرة الفوضى التي تستخدم فيها الدراجات النارية وسيلة لقتل الأبرياء وزوار اليمن بدم بارد. وأفاد المتحدث باسم قبائل دماج في صعدة، أن الهجمات الحوثية على مساكن الأبرياء من أبناء قبائل دماج لا تزال مستمرة، وقد تم تدمير العديد من المنازل والمساجد، فيما ارتفعت حصيلة القتلى إلى 151 شخصاً منذ بداية المواجهات، وبلغ عدد الجرحى زهاء 400 جريح. واعتبر أن اللجنة الرئاسية فشلت في إنهاء المواجهات وفرض الهدنة وإبرام الاتفاق، لافتا إلى أن عناصر الحوثي هاجمت المنطقة ولم تعر لجنة الوساطة أي اهتمام وهو ما كنا نتوقعه من جماعة تجيد المكر والتملص. وأوضح مصدر قبلي في محافظة عمران المحاذية لصعدة ل «عكاظ»، أن المواجهات مستمرة بشكل متقطع بين ما يطلق عليهم قبائل النصرة جبهة حاشد، وجماعة الحوثي حيث تحاول جماعة الحوثي فك الحصار المفروض عليها. وأشار إلى أن ما لا يقل عن 60 حوثيا قتلوا وسقط العديد من الجرحى خلال المواجهات الدائرة في قرى وادي دنان التي سيطر عليها الحوثيون في الأيام الماضية، معرضين بيوت الأبرياء للتدمير. وفي جبهة كتاف الشمال الجنوب الشرقي لصعدة، أكد مصدر قبلي ل«عكاظ»، مقتل أحد قيادات الحوثي ويدعى المراني وعدد من مرافقيه في هجوم شنته قبائل النصرة على أحد الجبال التي كانوا يتمركزون فيها.