ربِّ إني كذبتُ على زهرة الياسمين أقمتُ لها أفقاً ليلكيّاً من الحُلم منّيْتُها التاجَ .. صفَّ الوصيفاتِ منّيْتُها .. بالصّباح المُعَشَّقِ منّيْتُها بالبريقْ *** فطار بها الزهوُ مرْتبكاً حين أيقظ ليل المرايا ولوّنَ بِيْضَ النوايا فمدَّتْ على صدْرِها شرشفاً للأغاني وفي البحر أشْرِعةً للأماني فلا هي من غيهب الحلم عادت ولا حفظ البحر وجه الغريق *** تعطّرتُ من دمعها وتأنّقتُ مبتهجا بانكساراتها في البياض الأنيقْ تساقيتُ والليلُ كأساً فكأساً مفاتنها ليلَ باتتْ تُديرُ علينا الرحيقْ *** وها إنني أتذكر يا وجعَ الياسمين أحدّقُ .. حتى كأنْ صبوةً جرح اللحن آخرها وتَلعثمَ في مقلتيها البريقْ أنادي .. كأنْ شاعراً مدّ غيبوبةً عذبةً في مداهُ وإذْ صبّ صبحَ الكلام على نفسهِ .. غَرِقَتْ واستحى أنْ يفيقْ *** كيف أفعل .. والعمر يوشك أن يتلاشى ولمّا أزل ميتا في الطريق أسوي على عَجَلٍ سجدة خشية النار لكنّ أخرى سجدتُ على عاصفٍ من حريقْ