رغم صعوبات العمل التي تواجههم في هذا المجال وتناوب الشفتات وعدم إجادة اللغة الإنجليزية، إلا أن حرص شباب المدينةالمنورة على تصدر المشهد دفعهم إلى الإقبال على التوظيف في الفنادق على كافة درجاتها، في خطوة يعدها أغلبهم فخرا واعتزازا بهذا العمل خاصة بعد اكتشافهم المحفزات والمغريات التي تنطوي عليها الأعمال السياحية عامة، والعمل الفندقي بشكل خاص. كموظف استقبال يعمل أسامة صالح أحد الشباب العاملين في هذا المجال، براتب بالكاد يكفيه، إلا انه ومن خلال مثابرته وتعلمه استطاع التدرج الوظيفي إلى ان اصبح مديرا مناوبا في أحد أشهر فنادق المدينةالمنورة وبراتب مغر، مشيرا إلى ضرورة أن يتمتع الشباب بالصبر والمثابرة والاجتهاد في هذا المجال، ولا يغفل أسامة التخصص مشيرا إلى أنه تخرج في كلية السياحة والفندقة وواصل تدريبه من خلال دورات اقامتها ادارة الفندق واستطاع ان يطور من نفسه. مؤكدا أن عدد العاملين السعويين في هذا المجال ازداد بشكل كبير خلال السنوات الثلاث الماضية، لإدراكهم بأهمية هذا القطاع والاستقرار الوظيفي الذي يوفره هذا المجال، فيما أثبت الشاب جديته في العمل، مستطردا: يعمل بعض الشباب فترات مؤقتة لحين الحصول على وظيفة حكومية، فيما يرى أسامة -بحسب قوله- أن زمن العمل الحكومي ولى، وأتى زمن التخصص والإبداع، مؤكدا انه كلما زاد الموظف عطاء زادت العوائد مادية كانت أو معنوية. ويقول فؤاد البليهشي مدير استقبال في أحد الفنادق: العمل الفندقي من المجالات الواعدة والتي ما زالت تشغلها العمالة الوافدة بنسبة كبيرة، مشيرا إلى تعدد الحوافز المادية والمعنوية التي تقدمها إدارات الفنادق خاصة أنها تضمن إشغالا بنسبة 100% طوال العام، ما يعني أن مستقبل العمل في هذا المجال ممتاز، مضيفا: ما يميز هذا المجال أن الشاب يستطيع ان يطور نفسه ويصل إلى اعلى المراتب. ويبدي البليهشي رضاه التام عن وضعه الوظيفي حيث يعمل منذ أربع سنوات واستطاع الوصول إلى منصب مدير الاستقبال، مهيبا بالشباب الجادين دخول هذا المجال الواعد. أما فارس الرشيدي ومحمد ثابت (موظفا استقبال) فلهما رأي آخر، حيث يشيران إلى أن العمل الفندقي لا يخلو من عقبات كتناوب العمل بنظام الشفتات ليلا ونهارا، بالإضافة إلى ضرورة إجادة اللغة الإنجليزية التي أصبحت هي اللغة الرسمية بين الحجاج، إلا أن تمتعهما بالعزيمة والإصرار يقف وراء تمسكهما بالعمل، لافتين الى أن العمل في هذا المجال لا يبدو جاذبا في بدايته، إلا أنهما مع الاستمرار اكتشفا ما فيه من محفزات. ويشير علي الزهراني مدير إدارة الموارد البشرية في أحد الفنادق الشهيرة بالمدينةالمنورة إلى أهمية التزام العاملين في هذا المجال باستشعار حساسية خدمة الزوار والحجاج كونها خدمة عظيمة أولا، لافتا الى أن العاملين يقابلون أناسا من مختلف دول العالم، ما يجعل العمل لا يعكس صورة الفندق بحسب، بل يتعدى ذلك لعكس صورة لأهل البلاد من خلال الخدمة المتميزة التي يقدمها العاملون في هذا المجال، لذا تحرص إدارات الفنادق على تدريب الموظفين وتأهيلهم على كيفية التعامل مع الضيوف من خلال دورات تعلم اللغة الإنجليزية إذ ان أغلب الحجاج يتحدثون بها، بالإضافة إلى تعريف الموظف بسياسة ادارة الفندق وكل ما يخص الفندق من معلومات قد تفيد في إرشاد الزوار ونزلاء الفندق وكل ذلك هدفه تقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن سواء كان ذلك في موسم الحج أو مواسم أخرى. واشار إلى انه لا بد على الجهات التعليمية المختصة بالسياحة والفندقة أن تدرب المتدربين والطلاب في هذا التخصص على التحدث باللغة الانجليزية حيث يدرسون حاليا باللغة العربية فيما سوق العمل وكل الفنادق تحتاج اللغة الانجليزية كلغة عالمية للتعامل، مضيفا: بلغت نسبة الموظفين السعوديين في الفندق 50% وهي نسبة جيدة ونطمح للمزيد من خلال الإعلان بين الفينة والأخرى عن وظائف لاستقطاب الشباب السعوديين. من جانبه اشار عميد كلية السياحة والفندقة ماجد موسى العنزي إلى أن الكلية تهدف إلى توفير فرص عمل للشباب بالمدينةالمنورة حيث تقدم خدماتها من خلال عدد من التخصصات المختلفة في السياحة والفندقة مع ازدياد الإقبال عليها حيث توفر فرصا للالتحاق بالمجال الفندقي من خلال الشراكة مع القطاع الخاص بهدف رفع كفاءة العاملين في هذا المجال لتقديم خدمة لائقة.