بطموح وهمة كبيرين يتمترس شباب سعوديون في سوق العمل.. لصناعة الفرق بعد أن رحل عنها المخالفون الغرباء.. شبان يتوغلون مع كل صباح إلى سوق بيع الخضروات في حلقة الفواكه والخضار بحي الصفا، ويجد مصلح الرشيدي الشاب الذي يعمل من سنوات في هذا المجال متعة كبيرة ورزقا وفيرا على حد قوله. يضيف «أعمل على فترتين في الصباح منذ العاشرة وحتى الثانية ظهرا ثم في المساء»، ويشير إلى أن سوق الخضار بات يوفر مناخا جيدا بعد الترتيبات والتنظيمات الجديدة، ممتدحا المسارات فيما بين البسطات والتي توفر مساحة جيدة للتحميل والإنزال وتسوق الزبائن بالعربات داخل ردهات السوق، وعن نظرة المجتمع لعمله قال «أعتقد أن المجتمع بالكامل تخطى مسألة العيب في هذا الأمر ولم يعد يعيب على الشباب الالتحاق بأعمال تدر عليهم الرزق ومن يفكر بهذه الطريقة فسيبقى دون حياة حقيقية»، وذكر بأن دخله الشهري يتعدى 6 آلاف شهريا. أحمد الرشيدي يشير إلى أن عمل شباب اليوم في أكثر من حرفة ومكان ومن ضمنها أسواق الخضروات يمثل ذلك انتصارا للهمة والإصرار على محو ثقافة الخجل، وهناك نماذج كثيرة لشباب لم يعد يعنيهم غير الكسب الحلال دون أي اعتبارات مجتمعية لا تفيدهم إطلاقا، وطالب الشباب بالعمل في شتى المجالات وكسب الخبرات والتجارب التي تؤدي لإثرائهم المجتمع وخدمة أنفسهم قبل كل شيء، وبين أن خروج العمالة المخالفة مع انتهاء مهلة التصحيح سيوفر وظائف متعددة ويفتح الباب أمام الراغبين في الدخول إلى السوق. واعتبر من جانبه بركي أحمد أن مهنة البيع في سوق الخضروات توفر دخلا جيدا لمن يرغب في تكوين نفسه والعمل بجد ومثابرة ليحقق ما يريد أن يصل إليه، مضيفا أنه لا معوقات أمامنا كشباب في هذه المهنة سوى بعض العمالة المخالفة التي كانت تبيع بشكل عشوائي أمام السوق غير أن ذلك انتهى بعد بداية الحملة التفتيشية التي ترافقت مع انتهاء مهلة التصحيح، ويشير بركي إلى أن إيجار البسطة الواحدة شهريا ألفي ريال وأجرته اليومية 200 ريال، مفيدا أن خروج العمالة المخالفة أتاح فرصة كبيرة لزيادة الأرباح. فيما يرى عبدالله الشاب العشريني الذي يقف لينظف الغبار من أمام بسطته بأن الفرصة متاحة للشباب في البيع بدلا من البقاء عاطلين باعتبار البقاء في المنزل أمرا معيبا في حق الرجل القادر على العمل، مضيفا أن الاعتماد على النفس وتحمل المسؤولية أفضل من أن يبقى الإنسان متكلا على الآخرين.