تناول الباحث في علم الاستشراق الدكتور علي بن إبراهيم النملة، «علم الاستغراب»، في محاضرته في مركز الأمير عبدالمحسن بن جلوي للبحوث والدراسات الإسلامية أمس، موضحا أن الاستغراب بوصفه مصطلحا حديثا تباين الناس في مدلوله، فوصفه بأنه منهج علمي جديد يدرس بالغرب، ورغم كونه لم يصل بعد لمستوى العلم من حيث النظريات والمناهج والأهداف، إلا أن هناك من اعتبره علما مثل البروفيسور حسن مكي، وهو مصطلح مقابل تقريبا لمصطلح الاستشراق، مع أن كلا منهما له منهجه وأهدافه، مؤكدا أن «الاستغراب» من الموضوعات العميقة التي تحتاج البعد عن السطحية الإعلامية في تناولها وطرحها. وأضاف الدكتور النملة: «بعيدا عن الحروب الصليبية وغيرها، يمكن اعتبار أن الاستغراب موجود منذ فترات وبشكل سلمي، مثل بعض المواقف الإنسانية والإسلامية التي شهد بها التاريخ لصلاح الدين الأيوبي، بالإضافة لرحلات متعددة كتب أصحابها مشاهداتهم لمجتمعات الغرب، مثل: رحلة ابن فضلان وسليمان التاجر ومحمد بن عياد الطنطاوي، التي كانت إلى روسيا ودون فيها الكثير عن المجتمع الروسي، وهذه كلها تأتي في سياق الاستغراب». وأوضح الدكتور النملة، أن الغرب يمكن تقسيمه إلى ثلاثة مغارب: «مغرب أدنى» تمثله أوروبا الشرقية المزيج بين الأرثوذكس والمسلمين، و«مغرب أوسط» تمثله أوروبا الغربية الكاثوليكية، و«الغرب الأقصى» الذي تمثله ثلاث أمريكات وهي مزيج من الديانات والعادات ومن بينها الإسلام.