كان ضابط الشرطة محمد مبروك خارجاً من منزله باتجاه عمله فى جهاز الأمن الوطني مساء أمس الأول حين باغته مجرمون كانوا يستقلون سيارتي نقل وأطلقوا عليه الرصاص فأردوه قتيلا.. هكذا روى مسؤول رفيع المستوى بالجهاز ل «عكاظ» طريقة قتل المقدم مبروك.. وحين سألناه عن هوية من ارتكبوا الجريمة قال بصوت يخنقه مزيج من الغضب والحزن: حين تعرف مبروك سوف تحدد بكل سهولة من له مصلحه في قتله، وأضاف أن الضابط مبروك كان مسؤولا عن متابعة نشاط الإخوان في الجهاز؛ بمعنى أنه مسؤول ملف الجماعة وهو الذي حرر محضر هروب الرئيس المخلوع محمد مرسي من سجن وادي النطرون، وشارك في عدة مأموريات للقبض علي قيادات الإخوان بعد ثورة 30 يونيو، كما كان له دور كبير في القبض على أعضاء خلية مدينة نصر. وعما إذا كان قد تلقى تهديدات بقتله قال: جميعنا تلقى مثل هذا التهديدات.. ولا تنسى أنه بعد اقتحام مقر أمن الدولة بعد ثورة 25 يناير كانت أسماؤنا وصورنا وعناوين بيوتنا منشورة على الإنترنت. وقد تحولت جنازة مبروك التي شيعت أمس، إلى تظاهرة غاضبة، طالب فيها زملاؤه بسرعة القبض على مرتكبي الحادث. وقال المتحدث باسم نادي ضباط الشرط هيثم صالح «سنسعى للثأر لزملائنا الذين اغتالهم الإرهابيون». من جهته، اتهم القيادي الإخواني المنشق عن الجماعة ثروت الخرباوي «المحظورة» بقتل مبروك، وقال ل «عكاظ»، إن الاخوان يمارسون العنف منذ بداية نشأتهم.. مؤكدا أنهم من قتلوه لأنه لا أحد يعرفهم غيره لأنه حقق معهم. فيما وصف رئيس تيار الاستقلال أحمد الفضالي الجريمة بأنها نقلة خطيرة في مخطط الإخوان لعرقلة خارطة الطريق.. واعتبر رئيس الحزب الاشتراكي المصرى بهاء الدين شعبان، أن الإخوان هم الطرف الوحيد المستفيد من قتله. إلى ذلك، أفاد مصدر قضائي، أن المقدم محمد مبروك، هو الضابط الذي أجرى التحريات في قضية التخابر المتهم فيها مرسي، وعدد من قيادات الإخوان، ويعد أهم شاهد إثبات في الواقعة. وقال إنه تم سماع أقوال الضابط في القضية، حينما كان يحقق فيها المستشار حسن سمير قاضي التحقيق قبل أن تنتقل التحقيقات إلى نيابة أمن الدولة، مشيرا إلى أن النيابة كانت سوف تستدعي الضابط خلال الفترة المقبلة؛ لسماع أقواله ومناقشته فيما ورد بالمحضر. وحسب مصدر أمني، فإن جماعة الإخوان، كانت تنظم مسيرة فى محيط مسكن الضابط قبل اغتياله بساعات، مرجحا أن هذه المسيرة ربما كانت تمويها لحمل السلاح ورصد مسكن الضابط. فيما أكد مساعد وزير الداخلية مدير مباحث القاهرة اللواء جمال عبدالعال ل «عكاظ» أن مرتكبي الحادث كانوا داخل سيارتين، مسلحين بالبنادق الآلية وطاردوا الضحية، موضحا أنه تم التوصل لشهود عيان يجري استجوابهم، وشدد على أن الداخلية سوف تسخر جهودها لضبط الجناة.