يتوسط حي النصب قلب أبها عروس الجنوب، ذلك الحي التاريخي القديم الذي يعود تاريخ منازله القديمة والأثرية إلى مئات السنين، إلا أنه أصبح اليوم مأوى للعمالة الوافدة والمجهولين، حيث تشكل العمالة الآسيوية الوافدة أكثر من 09 في المئة من سكان تلك الأحياء، وقد تحولت معظم تلك المنازل المهجورة والآيلة للسقوط إلى مساكن تستأجرها تلك للعمالة الوافدة، فيما تحول البعض منها إلى أوكار للمجرمين والوافدة.. «عكاظ» جالت في ذلك الحي ووقفت على أوضاعه المتردية. يقول كل من علي مفرح العسيري، وسالم مبارك الهزازي، من أبناء الحي ومن قدماء سكانه بوسط أبها: إن معظم الأسواق والمحلات التجارية بمدخل الحي من العمالة البنغالية وشرق آسيا والتي درجت معظمها على بيع الممنوعات من التنباك، حيث يصعب أن تجد مواطنا يقطن ذلك الحي إلا من أجبرته ظروفه عدم الخروج منه بعد أن تحول إلى بلد آسيوي من الوافدة. ويشير الهزازي، أن الكثير من المواطنين من أصحاب هذه المنازل غادروا الحي إلى أحياء أخرى وأخلوا منازلهم بسبب المخاوف الأمنية من تلك العمالة ومن سوء النظافة وعشوائية ذلك الحي. وقال العسيري: إن حي النصب الشعبي يخلو من الأسر السعودية إلا من أربع إلى خمس عوائل من المواطنين أصحاب هذه المنازل، والبقية هجروا منازلهم. مبينا أن الحي يعاني من غياب النظافة وعشوائية تخطيطه حيث تضيق شوارعه ولا تتسع لأكثر من مركبة واحدة وتسير فيه بمعاناة والشوارع الأخرى لا تتسع إلا للدراجات أو مشيا على الأقدام، كما أنها صعبة التضاريس وتخلو من الخدمات والنظافة، حيث تجد معظم منازل ذلك الحي القديم قد تحولت إلى أوكار للمجرمين والمتخلفين لممارسة الجريمة ليلا فيما أصبح البعض منها مرمى للنفايات والقاذورات، مما أصبح يشكل خطورة أمنية وهاجسا لدى من يأتي إلى الحي. ويقول العسيري: بأن المقبرة المجاورة للحي، تحولت إلى مرمى للنفايات والقاذورات، وذلك بانتهاك واضح لحرمة الموتى بعيدا عن أعمال الصيانة والنظافة المهملة للحي الذي يقع في قلب وسط العروس الذي من المفترض أن يتم تحويله إلى واجهة تاريخية بعد أن ترمم تلك المنازل وتصبح معلما من معالم المنطقة خاصة في ظل وجودها في منطقة مركزية وسط البلد. وطالب عدد من المواطنين، بضرورة تشكيل لجنة من عدة جهات ذات العلاقة مثل هيئة السياحة والآثار والبلديات للنظر في وضع تطوير وتحسين الحي، إما بنزع ملكياته وإزالته بالكامل وتحويله إلى حي جديد وواجهة حضارية ومخططات. مشيرين أن يتم تسليم تلك المباني بعد ترميمها إلى هيئة السياحة والآثار لتصبح منطقة تاريخية منظمة بدلا من العشوائية التي ترزح فيها حاليا. تحسين أوضاعه من جانبه أوضح أمين أمانة منطقة عسير المهندس إبراهيم الخليل، أن منطقة النصب المركزية تقع من ضمن المناطق التي تمت دراستها لتحسين أوضاعها حسب توجيهات سمو أمير المنطقة، مشيرا إلى أن العمل لازال جاريا وسط المدينة لإزالة بعض الأحياء العشوائية في تلك المنطقة المركزية لتوسعة الشوارع والطرق الضيقة. وقال الخليل: إن هيئة السياحة والآثار لها دراسات وخطط بشأن بعض المنازل بوسط المدينة إلا أن هناك عدة عوائق تواجه التنفيذ والتي منها عمليات التعويضات، ونوع الملكيات، والاعتمادات المالية والمشاريع، والتنسيق لها مع عدة جهات حكومية. إلى ذلك، قال رئيس المجلس البلدي بأبها الدكتور عبدالله الغبيري: إن هناك عدة ملاحظات وشكاوى عرضت من خلال لقاءات المواطنين في اجتماعات المجلس البلدي مؤخرا خاصة ذلك الحي العريق، إلى جانب عدة أحياء أخرى أصبحت منازلها مهجورة وسيتم دراستها ووضع الخطط لمعالجة تلك الأحياء بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة ومنها أمانة عسير. الحلول المناسبة قال الدكتور الغبيري: إن أعضاء المجلس وقفوا شخصيا على الحي، حيث سجلوا عدة ملاحظات ميدانية، سيتم دراستها والتنسيق مع الأمانة في هذا الخصوص، إلى جانب وضع الحلول المناسبة لذلك الحي والاطلاع على ملاحظات وشكاوى المواطنين.