أكد الخبراء والمحللون أن كرة مؤتمر جنيف2 باتت في ملعب الداعين لهذا المؤتمر بداية الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ومن ثم الإدارتان الأمريكية والروسية. المحلل السياسي حسن شلحة قال ل«عكاظ»: «مؤتمر جنيف2 انعقاده مرتبط بإتمام الصفقة الروسية الامريكية المرتقبة التي تبدو حتى الآن غير متيسرة بخاصة مع عدم الجدية الايرانية وعدم المصداقية، فهذه الصفقة لديها عدة جوانب بداية الملف النووي الايراني ثم الملف السوري وبالتالي فإن انعقاد مؤتمر جنيف2 مرتبط بمدى التقدم الذي سيحدث على صعيد الملف الأول». وأضاف شلحة: «هذا بالشكل أما في المضمون فإن مؤتمر جنيف2، أسير لبيان مؤتمر جنيف1، أي حكومة كاملة الصلاحيات بما يشكل بداية التنحي لبشار الأسد والائتلاف المعارض عبر موافقته على المشاركة بجنيف2، رمى الكرة بحرفنة في ملعب المجتمع الدولي وبالتالي بات النظام السوري محرجا بهذه الموافقة فهو يدرك ان انعقاد جنيف2 وفقا لبيان جنيف1 يعني بداية النهاية من هنا ارتفاع وتيرة المعارك العسكرية بهدف فرض واقع جديد على الأرض». وختم شلحة ل«عكاظ»: «إن ما يجب ان يدركه النظام ان لغة الميدان لم تعد ذات جدوى لأن التسوية السياسية للأزمة السورية قد وضعت نقاطها الأساس وهذه النقاط كلها تجمع على حكومة انتقالية كاملة الصلاحيات وهذا يعني أن الأسد خارج أي تسوية في مستقبل سوريا. الأيام المقبلة ستكون قاسية على الأقل سياسيا على النظام ورأسه وبالتالي فإن ما نتوقع ان نشهده هو سعي لعرقلة انعقاد جنيف2 من النظام وحلفائه». من جهته المحلل الاستراتيجي الدكتور البير خوري قال ل«عكاظ»: «إن ما كتب للأزمة السورية قد كتب منذ اللحظة الأولى للثورة فالكل يدرك في العالم وفي سوريا ان النظام بدأ يسير طريق النهاية منذ التظاهرة الأولى في درعا، ما يحصل الآن هو تنازع دولي على الحصص والمصالح». وتابع خوري ل«عكاظ»: «من هنا فإن مؤتمر جنيف2 سوف يعقد متى تم التوافق الامريكي الروسي على هذه المصالح، لقد لعب النظام ورقة المراهنة على رفض المعارضة حضور المؤتمر وهو ما لم يتحقق وبالتالي فإن النظام بات يعلم تماما ان مؤتمر جنيف2 سيكون مراسم لحفل رحيله ومن هنا تأتي الحملة التي يشنها على المبعوث الدولي العربي الأخضر الإبراهيمي». وختم خوري: «الأسد كشف أن لقاءه الأخير مع الإبراهيمي كان يحاول فيه المبعوث الجزائري أن يقنعه بعدم الترشح فالأخضر الإبراهيمي كان يقول للأسد بشكل غير مباشر لا مستقبل لك في تسوية لسوريا».