أكد عدد من الخبراء والمحللين السياسيين أن المعارضة السورية محقة بربط مشاركتها ب«جنيف 2» برحيل بشار الأسد لأن استمراره على رأس السلطة يعني منحه صك براءة من كل الجرائم التي ارتكبها. المحلل السياسي الدكتور ألبير خوري قال ل«عكاظ»: «إن المعارضة السورية وبعد كل التضحيات التي قدمها الشعب السوري خلال سنوات ثلاث من دماء وتهجير واعتقال لا يمكنها أن تدخل أي تسوية على حساب هذه التضحيات. الثورة السورية كانت واضحة بمطالبها منذ اللحظة الأولى وهي الحرية والعدالة، واستمرار بشار الأسد بعد كل الجرائم التي ارتكبها لا يمكن أن تحقق العدالة والحرية، لا، بل أن تحقيقهما يبدأ بمحاكمة الأسد ونظامه». وأضاف خوري ل«عكاظ»: «إن بيان أصدقاء سوريا باجتماعهم في لندن كان واضحا أن لا مكان للأسد في مستقبل سوريا وبالتالي فإنه يلتقي مع رؤية المعارضة السورية وهنا لا بد من الإصرار على هذا الموقف الدولي للوصول إلى ما يصبو إليه الشعب السوري». وختم خوري بقوله «إن المعارضة السورية قد عانت الأمرين خلال هذه السنوات من تلكؤ المجتمع الدولي وتقصير مجلس الأمن وصمت العالم تجاه هذا الكم الكبير من الجرائم التي ارتكبها النظام مما يبرر تشددها وتمسكها برحيل الأسد لأن رحيله فقط يشكل الضمانة لها». من جهته، قال المحلل الاستراتيجي الدكتور محمد عبدالغني ل«عكاظ»: «إن مطلب رحيل الأسد كشرط لأي تسوية سياسية ليس مطلب المعارضة السورية وحسب بل سمعنا بوضوح الموقف الأخير لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري والذي كان مباشرا وواضحا عندما خاطب بشار الأسد مباشرة وقال له رحيلك هو الحل للمأساة. من هنا فإن مطلب المعارضة هو مطلب محق ويشكل أساسا سليما لأي تسوية، وأي مفاوضات خارج هذا السياق إنما هي مفاوضات عقيمة لن تحقق سوى المماطلة واستمرار عملية القتل بحق الشعب السوري واستمرار كل مآسيه التي يتحمل مسؤوليتها بشار الأسد وحلفاؤه روسيا وإيران وكل الميليشيات الطائفية التابعة لهم».