أكد الخبراء والمحللون في لبنان أن جولة المبعوث العربي والدولي الأخضر الإبراهيمي لا يمكن وصفها بالجولة الناجحة لأن هدفها هو التسويق لمؤتمر جنيف2، فيما المباحثات التي حصلت مع الرئيس بشار الأسد لم تتطرق إلى إساس انعقاد المؤتمر وهو بيان جنيف2. المحلل السياسي الدكتور ألبير خوري وفي تصريح ل «عكاظ» قال: «جولة المبعوث الدولي والعربي الأخضر الإبراهيمي هي جولة مشابهة لتصريحه الذي جاء في بداية زيارته لدمشق والذي عاد ونفاه حول دور الأسد في المرحلة الانتقالية. أزمة جنيف2 تتمحور الآن في مصير بشار الأسد بالتسوية المقبلة، فالرئيس الروسي يرى أن المطالبة بتنحي الأسد للمشاركة بجنيف2 أمر غير وارد فيما أصدقاء سورية والمعارضة ترى في تنحي الأسد ثابتة لا يمكن التخلي عنها. من هنا فإن جنيف2 عقد أو لم يعقد لا يبدو أفق له والإبراهيمي يتحمل مسؤولية ذلك؛ لأنه كان مطالباً أن يكون واضحاً بطرحه وتصريحاته وهو الالتزام ببيان جنيف 1 لحشد الحضور على مؤتمر جنيف2». وختم خوري ل «عكاظ»: «أن الشروط التي أطلقها الأسد لحضور جنيف2 تؤكد أن هذا المؤتمر انتهى قبل انعقاده ونحن مقبلون على مرحلة من المراوحة واستمرار الفوضى حتى حصول تغيير جذري بمكان ما. من جهته، الباحث السياسي الدكتور محمد المصري قال ل«عكاظ»: «الأخضر الإبراهيمي كمبعوث دولي وعربي لا يمكنه تحقيق المعجزات هو بمثابة المذياع الذي تعلن عبره التسويات السياسية. هناك اتفاق أمريكي روسي لكن هذا الاتفاق هل هو كاف لتحقيق تسوية في سورية مما لا شك فيه أنه غير كاف وبالتالي فإن جولة الإبراهيمي فاشلة قد ينعقد جنيف2 وقد لا ينعقد لكن الأزمة الكبرى أن أي اجتماع في جنيف 2 أو 3 أو 4 لا يمكنه أن يحقق تسوية سورية من دون تحقيق مطالب الشعب السوري ومن دون محاسبة من يقف خلف هذه الجرائم. هناك جرائم موثقة عالمياً وأي تسوية لا يمكن تجاوزها وبناء على ذلك فإن الإبراهيمي وغيره من الداعين لجنيف2 يجب أن يدركوا أن تنحي بشار الأسد هو اللبنة الأساس لأية تسوية ممكنة».