أعادت دارة الملك عبدالعزيز تصوير نسخة من المؤلف التاريخي «تحفة المشتاق في أخبار نجد والحجاز والعراق» لعبدالله بن محمد البسام في كتابه الذي ألفه بخط يد المؤلف في العام 1346ه، وأكمله ابراهيم بن صالح بن عيسى، الكتاب أرخ لمناطق الجزيرة العربية في مرحلة زمنية شحت فيها الكتابات وهي المدة التي بين سنتي 850 و1344 الهجريتين وهي أطول مدة زمنية يضمها تاريخ لحوادث المنطقة وأحوالها، أرخ المؤلف في كتابه لأقاليم نجد والحجاز والعراق، بل تحدث عن أقاليم ومناطق أخرى كالأحساء وإمارات الخليج ومصر وغيرها، فذكر الحوادث الواقعة في هذه الأماكن كالحروب وتداول السلطة، والظواهر الكونية والكوارث، والأوبئة والتقلبات الاقتصادية ووفيات بعض الأعيان من العلماء والرؤساء والمشهورين وأنساب بعض النجديين وعمارة بعض البلدان أو خرابها وسلك في سياق ذلك ذكر الأخبار مختصرة دون تحليل أو تعليق وبأسلوب سلس ولغة سهلة تميل إلى العامية أحيانا. الكتاب الذي وقع في 350 صفحة وقام بدراسته أيمن الحنيحن وسعد آل عبداللطيف يعد كتابا توثيقيا وتوضيحيا أكثر منه تأليفا فهي مخطوطة من نسخة واحدة بخط المؤلف ما يعني أنه غاية وأمنية لكل الباحثين عن التاريخ، ولأن خط المؤلف واضح وجميل وسهل ارتضوا أن يصور كاتب المخطوطة وتوضع بالكتاب لأهميتها التاريخية لإتاحة الفرصة لجميع القراء والمهتمين برؤيتها بخطها الأصلي لتتيح للقارئ أن يعيش مع المؤلف وما سطره من الأخبار والحوادث ومع حبره وورقه وتسطيره وتربيه وحواشيه وطمسه وشطبه وإلحاقه واستدراكاته وتصحيحاته وترقيمه حتى يكاد القارئ يجد أنفاس المؤلف بين الأسطر ليعيش رحلة تاريخية في أحوال هذه البلاد وما جاورها وأحداثها ورجالها وقبائلها دون وسائط الطباعة الحديثة.