بلغت عجلة دوري جميل للمحترفين لكرة القدم الاسبوع التاسع وظهرت آثار طبخات الأندية طوال فترة الصيف خاصة في ما يتعلق بالصفقات وتعاقدات اللاعبين سواء المحلية أو الأجنبية وكما يقولون انكشف المستور وما إذا كانت تلك التعاقدات قد تمت بناء على استشارة فنية أم اجتهادات فردية، وهل اجريت على طريقة الكيف أم التركيز على الكم فقط ما يتسبب في التكديس الذي عانى منه كثير من الأندية الرياضة ومنهم نادي النصر الذي وقع مع جميع اللاعبين الذين تم الاستغناء عنهم من انديتهم أما لكبر السن أو ضعف الإمكانات الفنية.. وفي هذا التقرير نحاول كشف السبب الحقيقي لفشل معظم الصفقات وتحولها الى صفعات لتتم إعادة الكرة من جديد في فترة الانتقالات الشتوية، ولكن السؤال المهم: من المسؤول عن فشل الصفقات، وهل للشرفيين وأعضاء المكاتب التنفيذية دور في ذلك.. وهل وجود لجنة فنية استشارية في الأندية أصبح ضرورة ملحة، وأيضا هل تتم استشارة المدربين في هذه الصفقات التي تواجه نقدا كبيرا بسبب الآلية التي تتبعها الأندية في التعاقد سواء مع اللاعبين الأجانب أو المحليين؟ حيث تقوم بتشكيل ما يسمى باللجنة الفنية التي تكون مخولة بالتعاقدات التي تخص الفرق بعد الاجتماع ودراسة الملفات تقوم بإعطاء الرأي لكنها لا تملك القرار ورأيها في الغالب يكون هامشيا، فالرأي الأول والأخير لأصحاب «الكاش» وهم أعضاء الشرف وما يطلق عليهم حاليا المكتب التنفيذي لهيئة أعضاء الشرف الذي تم استحداثه في السنوات الأخيرة ويجمع الأشخاص الداعمين من أعضاء الشرف ورجال الأعمال، حيث إن كل شخص منهم يتكفل بصفقة أو صفقتين يمولها من حسابه الخاص ويشترط أن يعلنها إضافة إلى الظهور الإعلامي وقت التوقيع بغض النظر عن المستوي الفني لهذا اللاعب الذي يتم اختياره في الغالب ليكون عرضة للفشل بسبب غياب عين الخبير الفنية لدى صاحب الاختيار حتى وان كان لديه المال ولذا أصبحت غالبية تعاقدات الأندية يصيبها الفشل الذريع مع أول مشاركة لهؤلاء اللاعبين مما يجعل الأندية تقع ضحية هذا التعاقد الذي جاء بشكل عشوائي وعن طريق سماسرة لا هم لهم سوى العمولة بغض النظر عن النجاح والفشل وعلى طريقة «شختك بختك»... في هذا التقرير أخذنا رأي المختصين بالأمور الفنية حول آلية التعاقدات في الأندية السعودية فماذا قالوا؟ ماجد: مكره لا بطل يقول الكابتن ماجد عبدالله: للأسف الشديد سياسة التعاقدات في الأندية السعودية خاطئة بسبب أن من يريد أن يكون صاحب قرار يجب أن يدفع وهذا خطأ فوجود الاستشارة الفنية هام في مثل هذا الأمر، أيضا هناك مشكلة أخرى وهي أن الموارد المالية لدى الأندية تجعلها توكل أمر التعاقدات لأعضاء الشرف الداعمين حتى وإن كانوا لا يفقهون بالأمور الفنية على طريقة «مكره أخاك لا بطل» فهم يتركون له الحرية لاختيار لأنه هو صاحب الفضل لذا لا تنتظروا أن تكون التعاقدات تحت نظرة فنية طالما الأندية تحت رحمة الشرفيين. القروني: بعض القناعات خاطئة المدرب خالد القروني قال: الاحتراف له دور كبير في تغيير مفهوم التعاقد فالأندية وعن طريق أعضاء شرفها والداعمين تقوم وقبل إحضار الجهاز الفني بإبرام الصفقات وفق قناعات إدارية قد تفتقد للنظرة الفنية ولكن ليس في كل الأندية، فهناك بعض الإدارات تعتمد على لجنة فنية باستشارة أعضاء الشرف الذين يكونون في الغالب لاعبين سابقين أو إداريين سابقين لديهم نظرة فنية حتى وان كانت غير مكتملة، ولكن يظل هو رأي لكن هناك مشكلة وهي أن بعض من يبحثون عن الفلاشات من الشرفيين يحاولون إبراز أنفسهم من خلال اختيار اللاعبين لأنديتهم بهدف تسليط الإعلام عليهم. أبا الخيل: لا علاقة لهم بالفشل وفي الجانب الشرفي والتفيذي يقول احمد أبا الخيل عضو المكتب التنفيذي بنادي التعاون: عمل المكتب التنفيذي مكمل ومساعد لإدارة النادي ولا علاقة له بفشل الصفقات ومن يتهم هذا المكتب بذلك وأنها متفردة لا يعي دوره الهام فالعمل في الأندية الآن لا بد أن يكون تكامليا، كما أن أعضاء المكتب يقدمون الدعم المادي لإدارة النادي ويتم العمل وسط بيئة «تشاورية» فكما نعرف الأندية مداخيلها المالية لا تكفي للصرف خاصة على فريق كرة القدم في ظل ارتفاع أسعار عقود اللاعبين والاحتياجات الكبيرة مثل المعسكرات والرواتب، وكل هذا لا تستطيع إدارات الأندية توفيره في ظل شح الموارد المالية وتأخر صرف الإعانات، لذا أجد أن دور أعضاء المكاتب التنفيذية هام للغاية فقد أدت ادوارا مميزة في الأندية خاصة أنها تضم النخبة من رجالات النادي ولا علاقة لهم بفشل الصفقات التي قد تخضع لأمور خارج الإرادة مثل عدم تأقلم هؤلاء اللاعبين مثلا. الخنين: المشكلة في هؤلاء وكيل أعمال اللاعبين عبدالرحمن الخنين يقول: هناك صفقات لا تحتاج إلى رؤية فنية وأمرها محسوم وهم يجدون تنافسا من كل الفرق لكن مشكلة بعض الصفقات أن من يجلبها الإداريون المفتقدون للنظرة الفنية وهذا يكثر في الأندية صاحبة الإمكانات المتوسطة، كذلك هناك سبب للفشل هو عدم اشراك المدرب في أمر التعاقد، إضافة لدخول بعض الإداريين في الموضوع وهم لا يملكون النظرة الفنية.. وعموما الصفقات في أنديتنا نسبة نجاحها اكبر من الفشل. البرقان: هناك عشوائية غير مقصودة الدكتور عبدالله البرقان رئيس لجنة الاحتراف يختم جملة الأحاديث بقوله: مشاكل تسجيل اللاعبين في الأندية كثيرة وقد يكون عدم انسجام اللاعب مع المجوعة له دور أو عدم التوفيق ولو أن معظم الأندية تعتمد النظرة الفنية، لكن هناك عشوائية في الاختيار قد تكون غير مقصودة وهذا يزيد من المشاكل التي واجهناها مع الأندية في فترة التسجيل الماضية والتي تمثلت في عدم التزام بعض الأندية بتسليم رواتب اللاعبين وبعض من مقدمات عقودهم، كما أن إلزام الأندية بدفع عمولة وكيل أعمال اللاعب مشكلة كبيرة نواجهها حيث من المفترض أن يتم تقسيم مقدم العقد على عدد الأشهر فيه، ولكن كل هذه المشاكل ستنتهي قريبا بحول الله وقوته بعد تطبيق اللائحة الجديدة التي ستقلل من هذه المشاكل بشكل كبير، وأتمنى من الأندية ضبط أمورها من كل النواحي وتنظم الوضع حتى لا تدخل في مشاكل مستقبلا سواء مع اللاعبين أو وكلاء أعمالهم وتكون اختياراتهم بدقة متناهية حتى لا تذهب أموالهم الا في المفيد.