مع اقتراب منافسات الموسم الجديد على الانطلاقة تدور حمى منافسة شرسة بين الأندية السعودية من أجل الظفر بصفقات مدوية سواء على مستوى الاستقطابات الداخلية أو اللاعبين الأجانب من أجل دعم صفوفها وإكمال نواقصها على أمل الدخول في المنافسة على إحدى بطولات الموسم أو الهرب من شبح الهبوط، ولكن.. من يحدد تلك النواقص فيها ويحدد حاجاتها من اللاعبين، ضيوف «عكاظ» أبدوا آراءهم حول ذلك وفتحوا النار على بعض إدارات الأندية باستقطاباتها العشوائية البعيدة عن النظرة الفنية مرة بدافع إرضاء الجماهير وأخرى بدافع التحدي واستعراض العضلات وإثبات قوة الإدارات المادية لتسقط أخيرا بعض الأندية في وحل الديون المتراكمة نتيجة للهدر المادي غير المدروس.. حيث يرى المدرب الوطني بندر الأحمد أن غالبية الاختيارات تكون عشوائية وتأتي عن طريق رؤساء الأندية وأعضاء الشرف «تعد ظاهرة تدوير وانتقال اللاعبين ظاهرة صحية يظهر فيها مدى تطبيق الاحتراف الحقيقي في ملاعبنا ما بين أنديتنا والذي يأتي من أهم شروطها لضمان نجاحها أن تكون تلك الاستقطابات قائمة على رؤية فنية محددة بنواقص الفريق وحاجاته لهذا اللاعب أو ذاك». وأضاف «ربما يبدو هذا الأمر بشكل محدد قائما في بعض الأندية التي تمتلك إداراتها الفكر الاحترافي، بينما هناك من بينها من تكون استقطاباتها ناتجة عن رغبة متواجدة لدى رئيس النادي أو أحد أعضاء الشرف الداعمين تحقيقا لرغبات الجماهير ولن أكون مبالغا لو قلت: إنها تأتي أحيانا نتيجة لتحديات وعناد يقع بين مسؤولي الأندية حول لاعب معين يتم استقطابه لصفوف الفريق ولا يحقق المأمول من تواجده وإضافته على المجموعة وهذه من المعضلات التي أسهمت بإرهاق ميزانيات بعض الأندية ماديا وربما غيبت نجوما كان سيكون لهم الإضافة للمنتخبات السعودية». ويؤكد المدرب الوطني تركي السلطان على أن المنطق الذي يفرض نفسه على هذه الاستقطابات هي حاجة الفريق وبرغبة فنية من مدربه الذي يعرف كل كبيرة وصغيرة في صفوف فريقه ومكامن القوة والضعف فيها، «من الطبيعي أن يحدث تنافس بين الأندية على لاعب معين ما يتسبب في زيادة مبلغ انتقاله إلى أرقام فلكية المستفيد منها اللاعب والنادي المنتقل منه، ولكن في الأخير تظل الحاجة الفعلية لتواجده هي الفيصل في تحديد ضمه من عدمه فالقيمة الفنية للاعب هي الأهم من قيمته المادية، ليبقى دور الإدارات وقدرتها على احتواء اللاعبين الجدد وتوفير الأجواء المساعدة لهم للتأقلم مع المجموعة وتجهيزهم فنيا ومعنويا وتوفير حقوقهم المادية من العوامل التي ستسهم في تقديمهم للإضافة على مستوى الفريق والمجموعة ليكونوا بالتالي صفقات ناجحة». واستطرد «لا أستطيع الجزم بأن غالبية الاستقطابات التي دارات في الأندية السعودية كانت حسب رؤية فنية بحته فربما أن هناك عوامل إدارية ونظرة قاصرة من الإدارات هي من جعلها تستقطب لاعبين سواء على مستوى اللاعبين المحليين أو الأجانب وهذا ما ستكشفه منافسات الدوري القادمة لتكون تلك الإدارات بعشوائية عملها وسوء اختياراتها عرضة للنقد من قبل الجماهير التي أصبحت واعية وأصبحت قادرة على إيصال صوتها وفكرها للإدارات وللشارع الرياضي عبر وسائل التواصل الاجتماعي». من جانبه يأمل المدرب الوطني عبد الله غراب أن تكون الاستقطابات قائمة على رؤية فنية قائمة على حاجات الفريق ونواقصه «المفترض أن تكون هذه التدخلات حسب رؤية فنية محددة من الأجهزة الفنية خاصة أن غالبية الفرق أبقت على أجهزتها الفنية؛ ما يعني أنها تعلم بواطن الخلل في صفوف فرقها وهي الأقدر على إيجاد الحلول لهذا الخلل هذا من جانب، وعلى الطرف الآخر فإن بعض الإدارات قد بنت اختياراتها بحسب التقارير الفنية التي قدمتها الأجهزة الفنية السابقة لحاجات الفريق ونواقصه والمراكز المتاحة فيه وهذا هو العمل الاحترافي الذي سيفيد الأندية من هذه الاستقطابات ولن يرهق الإدارات بصرف أموال طائلة على تدخلات قد لا تكون لها الجدوى المنتظرة». وأضاف غراب «ربما أن بعض الاستقطابات التي تكون بفكر إداري والتي عادة تأتي عبر رئيس النادي أو أحد أعضاء الشرف وتعد من باب محبتهم للنادي وسعيهم لرقيه وتقدمه ولكن لا يحالفها التوفيق لأنها عادة ما تكون عشوائية وغير مدروسة». بدوره أثنى المدرب الوطني يوسف الغدير على استعدادات الأندية التي لم تتوقف من نهاية الموسم المنصرم والتي تدل على تطور الفكر الاحترافي الكامل الذي يقود غالبية الأندية السعودية، وأكد الغدير على أهمية تلك الاستعدادات على مستويات الفرق ما سينعكس بالتالي على مستوى الدوري وقوته وحدة التنافس فيه، وهذا ما أوجب على غالبية الفرق السعي لتكامل صفوفها وسد نواقصها عن طريق الاستقطابات سواء على المستوى المحلي أو العنصر الأجنبي وهذا ما يلمسه المتابعون للحراك الحاصل داخل الأندية، ما يؤكد على أن التعاقدات في غالبية الفرق ستكون ناجحة وبحسب الاحتياج هو الحراك المبكر الذي كانت عليه من خلال تنفيذ رغبات الأجهزة الفنية وحاجات الفرق لهذه الاستقطابات، بعكس ما كان حاصلا في مواسم سابقة حينما كان العناد واستعراض العضلات بين مسؤولي الأندية هو الغالب على أغلب التعاقدات لأنه ومع الأسف أن كل من دخل المجال الرياضي أصبح يتدخل في الأمور الفنية ويحدد مصير الأندية وتعاقداتها. وأضاف «رأيي لا يعني انتهاء هذه المشكلة من كل الأندية فالواقع يؤكد أن هناك منها من جاءت استقطاباتها عشوائية وبحسب رغبة الرئيس الذي ينفذ مطالبات الجماهير في وقت كان يفترض على إداراتها تكوين لجنة فنية من أبناء النادي تكون مسؤوليتها تحديد حاجة الفريق من العناصر بدلا من الخسائر وتراكم الديون على الأندية بصفقات أقل ما توصف بأنها فاشلة بكل المقاييس». وأخيرا يقول مدير عام الكرة بالنادي الأهلي سابقا طارق كيال «الانتقالات التي تدور رحاها بين الأندية واللاعبين هي جزء مهم من الاحتراف وجزء مهم من تطبيقه من خلال انتقال اللاعبين فيما بين الأندية بعد أن تقبلت الجماهير الرياضية هذا الوضع وعدته طبيعيا في عالم الاحتراف في وقت كانت في السابق لا تتقبله بسهوله». وأضاف «أمام ثورة الانتقالات والاستقطابات الداخلية والخارجية من قبل الأندية للاعبين فلا بد أن تكون مدروسة ومقننة بحاجات الفريق ونواقصه بحسب رؤية فنية وإدارية متناغمة ما بين المدير الفني للفريق والذي يحدد المراكز واللاعبين الذين يحتاجهم فيها، ليأتي دور الأجهزة الإدارية مكملا لهذا التناغم بسعيها الحثيث لاستكمال نواقص الفريق المحددة لتكون العملية ناجحة ومفيدة لمسيرته في المنافسات المختلفة». واستطرد كيال «هذا هو المنطق والتصاعد الهرمي في تكامل العمل المؤسساتي داخل الأندية بما يحقق لها الفائدة والاستمرارية، أما أن تكون الاستقطابات بنظرة إدارية بحتة من أجل إرضاء جماهير أو تنافس على لاعب بين أندية ما يزيد مبلغ انتقاله إلى مبالغ تعد كبيرة ما يتسبب في الأخير بتجميع وتكدس لاعبين يكلفون إدارات الأندية مبالغ باهظة ويدخلها في مديونيات لا مخرج منها قد تتسبب في تعطيل مسيرة فرقها على المدى الطويل ويجعلها مع الجماهير تدفع الثمن غاليا نتيجة لسوء التخطيط».