من حقَّق «نصر» القحطاني؟

صفقة مدوية هزت الوسط الرياضي انتقل بموجبها لاعب الاتفاق عبدالرحمن القحطاني إلى النصر، لم يتم الكشف رسميا عن تفاصيلها المادية، إلا أن المصادر أشارت إلى حصول النادي على عشرة ملايين ريال، مقابل ثلاثة ملايين للاعب، ولمدة أربعة أعوام. النصر بحث طويلا في السابق عن اللاعب، لكن الأخير فضل الموسم قبل الماضي الإعارة من الساحل الشرقي إلى الساحل الغربي، وبالتحديد فريق الاتحاد لموسم واحد مقابل عشرة ملايين ريال، وكانت تجربة فاشلة برأي جميع المراقبين، الآن حدد اللاعب وجهته الجديدة، وحققت الإدارة الاتفاقية رغبته الجادة في الانتقال إلى نادٍ كبير وجماهيري كالنصر ظل يلهث وراءه طويلا، كيف ينظر الاتفاقيون إلى هذه الصفقة؟ هل تصب في مصلحتهم في النهاية باستثمار مبلغ الصفقة في التعاقد مع لاعبين محليين أو أجانب مميزين؟ وكيف ينظر المعارضون إلى الصفقة؟
«شمس» أجرت استطلاعا واسعا وسط أعضاء الشرف والإداريين ولاعبي الفريق الاتفاقي السابقين لمعرفة رأيهم حول انتقال لاعبهم عبدالرحمن القحطاني إلى النصر وخرجت بالحصيلة التالية:
في البداية أوضح عضو الشرف الفعال محمد المعجل أن صفقة انتقال اللاعب عبدالرحمن القحطاني إلى النصر ناجحة بكل المقاييس: «الصفقة في تقديري تعتبر رصيد نجاح للإدارة الحالية، انتقال القحطاني قد يفتح مجالات أخرى أمام الإدارة كي تتحرك وتستعد للموسم المقبل بشكل مغاير خلافا لظهور الفريق البائس في الموسم الماضي، ما يهم في الصفقة هو العائد المادي الكبير من ورائها والذي بلا شك سيخدم الفريق من خلال استثمار المبلغ بالتعاقد مع لاعبين محليين وأجانب على مستوى عالٍ، نأمل خيرا في قدرة الإدارة على تصحيح أخطاء الموسم الماضي بشيء من الوضوح والشفافية وعدم الدخول في عقبات قد تعرقل من تنفيذ القرارات المهمة في النادي».
وحول ما إذا كانت الإدارة قد استشارتهم قبل الإقدام على بيع عقد اللاعب: «وضعتنا ثقتنا في الإدارة وسنظل نقدم الدعم للنادي بعيدا عن أي أمور أخرى، وعلاقتنا بهم ممتازة ولا يشوبها أي غبار. أما مسألة الأخذ بالرأي فنحن مع كل قرار تتخذه بما يحقق مصلحة النادي، ويجب ألا تربط مثل هذه الأمور بيننا كأعضاء شرف وبين الإدارة لأننا نعمل في النهاية على خلق نوع من الحساسية أو مشكلات نحن في غنى عنها، لا بد من التفاهم في الآراء بين الشرفيين والإدارة، وأعتقد أن أي موضوع يحتاج إلى رأي جماعي هو في النهاية يصب في المصلحة العامة، هناك بعض الأمور يستشار فيها الشرفيون، أما مسألة بيع عقد لاعب، فأعتقد أن الإدارة هي الأدرى ببواطن الأمور بالنادي».
صفقة مربحة
وبدوره أيد اللاعب الدولي السابق صالح خليفة قرار الإدارة الاتفاقية ببيع عقد القحطاني للنصر: «أعتقد أنها صفقة مربحة للناديين بكل المقاييس وليس للاتفاق فقط كما يظن البعض، فاللاعب سينتهي عقده قريبا ويصبح حرا في الانتقال وستبقى الاستفادة المادية منه محدودة وقد تكون معدومة من الأساس، صحيح أن القحطاني لاعب كبير وصاحب مهارات عالية وأخلاق رفيعة، لكن نادي الاتفاق لا يقف على لاعب بعينه، بل إنه قادر على تعويض غيابه في الموسم المقبل، نحن نؤمن بوجود أنظمة احترافية، لذلك لا بد أن نسير خلفها من أجل المصلحة العامة».
وشدد خليفة على أن مصلحة النادي فوق كل اعتبار سواء أخذ برأيه بصفته لاعبا سابقا وصاحب تجربة مميزة أم العكس: «لو استشارتني الإدارة بخصوص بيع عقد لاعب لنادٍ آخر، فإنني سأوافقهم في الرأي بطبيعة الحال. الإدارة بلا شك تعمل لمصلحة النادي خصوصا الفرق الكروية. أحيانا الضائقة المالية تجبر إدارات الأندية لبيع لاعبين لهم وزنهم وثقلهم في كشف الفريق، في سبيل توفير سيولة مالية يستطيع بها تسيير أمور النادي من خلال التعاقد مع لاعبين محليين وأجانب ومدربين، فالنادي مقبل على موسم شاق وطويل ويحتاج إلى المادة حتى يستطيع الإيفاء بالالتزامات المترتبة عليه، وأعتقد أن جميع أعضاء الشرف سيتفقون مع موقف الإدارة في نهاية المطاف».
رحيل لن يقدم أو يؤخر
وخالف هداف الفريق السابق سعدون حمود من سبقه في الرأي وأكد أن رحيل القحطاني إلى النصر لن يقدم أو يؤخر: «بزغ وسيبزغ أكثر من نجم وسط صفوف الفريق أفضل بكثير من القحطاني، أعتقد أن مصلحة الكيان فوق كل شيء، ويجب أن يعلم الجميع أن هذه سنة الحياة ما دام نظام الاحتراف باقيا ويعمل به، أتوقع رحيل لاعبين آخرين في المستقبل القريب، وأتمنى له كل التوفيق والنجاح في ناديه الجديد».
ودلل على أن الفريق لم يتأثر بغياب القحطاني عندما أعير للاتحاد في الموسم قبل الماضي: «غادر القحطاني إلى الاتحاد في السابق ولم يتأثر بغيابه الفريق، بل إنه لم يلعب مع الاتحاد إلا مباريات معدودة. كنت أتمنى أن يستفيد من تجربته حتى يطور نفسه أكثر، أعتقد أن وضعه الحالي مع الفريق لن يفيده وربما يجد راحته في النصر».
وأشار إلى أن النادي يعاني مشكلة كبيرة لازمته في الأعوام الأخيرة تتمثل في عدم تأهيل الفئات السنية: «من الممكن أن تحقق الفرق السنية إنجازات وبطولات لكنها في النهاية تصبح غير قادرة على تفريخ وإنتاج مواهب كروية لأسباب عدة حتى لا تعتمد على رجيع الأندية الأخرى، من المفترض أن تجد الفئات السنية حظها من الاهتمام، وتستطيع جلب مدربين أكفاء للناشئين والشباب أو تعطي الثقة أكثر لأبناء النادي القدامى ممن يجد في نفسه قدرة على تفريخ المواهب».
وكشف أن الإدارة الاتفاقية لا تأخذ بآرائهم ومشورتهم في كثيرٍ من الأمور التي تخص النادي: «من يدير النادي ويقرر في الأخير ثلاثة أشخاص هم الرئيس ونائبه وأمين الصندوق، ربما يقول قائل إنهم الأدرى بمصلحة النادي ومعرفة ببواطن الأمور، لكن أعتقد أن رأي اللاعبين والإداريين السابقين عند الإدارة لن يفيد، لأن المادة أصبحت شغلهم الشاغل».
فوائد فنية ومادية
بينما اعتبر اللاعب الدولي السابق والكاتب والمحلل الرياضي حمد الدبيخي صفقة انتقال اللاعب عبدالرحمن القحطاني إلى النصر ضربة معلم للإدارة الاتفاقية والنصراوية: «أعتقد أن الصفقة مفيدة للاتفاق من الناحية المادية ومفيدة أيضا للنصر من الناحية الفنية، كان لا بد للإدارة الاتفاقية أن تضحي بأحد لاعبيها وسط الظروف المادية الصعبة التي يمر بها النادي منذ الموسم الماضي لغياب الشريك الاستراتيجي، فالنادي ليس لديه ما يستعد به للموسم المقبل، إن الوضع المادي بالنادي هو الأهم، بدليل ما ذكره لي أمين الصندوق أنهم لم يضعوا حتى الآن أي خطة للاستعداد أو التعاقد مع لاعبين محليين وأجانب».
وأوضح أن القحطاني أعطى كل ما لديه وبات بحاجة ماسة إلى نادٍ آخر حتى يظهر كل ما لديه: «النقاد والمتابعون أجمعوا على أن القحطاني قدم في الموسم الماضي أسوأ موسم له مع الفريق، فرحيله للنصر من الممكن أن يساعده على البروز والتوهج والعودة لمستواه المعروف عنه، نظرا إلى امتلاكه الموهبة الكروية، والإدارة النصراوية لم تدفع فيه هذه القيمة إلا بعد دراستها للوضع من جميع جوانبه».
وبين أن دورهم كلاعبين سابقين بالفريق يأتي في إطار حرصهم على الحضور والمجيء للنادي من أجل تشجيع اللاعبين وإبلاغ الإدارة عن بعض النواقص بالفريق وليس لفرض الآراء بالقوة: «اللاعب السابق يشعر جيدا بوضع النادي خصوصا ما يمر به الفريق، هناك من حكم على صفقة انتقال القحطاني بالفشل بل اعتبرها خاسرة، فالمهم أن يعطى اللاعب فرصته الكاملة مع فريقه الجديد قبل أن يقيم مستواه الفني، وعلى الاتفاقيين أن يستثمروا مبلغ الصفقة على الوجه الصحيح».
حققنا رغبة اللاعب
وأخيرا يعلق رئيس النادي عبدالعزيز الدوسري عن رأي الغالبية من أعضاء الشرف واللاعبين القدامى الذين طالبوا الإدارة بأخذ آرائهم في صفقة القحطاني، وقال إنهم في الإدارة وجدوا ترحيبا بالصفقة من الغالبية: «لا أرى أننا قصرنا في حقهم بل كانت الأمور تسير في مصلحة النادي وليست لأغراض شخصية، رغبة اللاعب في الانتقال شجعتنا على الإقدام على هذه الخطوة وبيع عقده لصالح النصر، خصوصا أنه تبقى له موسم قبل الدخول في فترة الستة الأشهر الأخيرة، عقدنا اجتماعا شرفيا كبيرا الموسم الماضي في النادي واستطاع الأعضاء جمع مليون ريال فقط، فهل نتوقع أن يجمعوا مثلا أربعة أو خمسة ملايين دفعة واحدة من أجل التجديد للقحطاني وإبقائه مواسم أخرى؟ لقد نفذنا رغبة اللاعب في الانتقال، ولو أخذتنا العاطفة ودفعنا للاعب وأبقيناه معنا، ربما يلومنا البعض بعد ذلك في حال لم يسع اللاعب لإعادة توهجه من جديد».
وعبر الدوسري عن احترامه وتقديره الشديدين لكل عضو شرف أو لاعب سابق لم يؤخذ برأيه في الصفقة: «نحن ننظر إلى مصلحة نادينا وما يكتسبه من عوائد مادية بعيدا عن أي عاطفة، ونحترم كل من له صلة بالنادي. أعتقد أننا نتلمس الكثير من الحاجات داخل النادي خصوصا فريق القدم الأول ولن نهمش دور البقية، فقط أتمنى أن ينظر الجميع إلى مصلحة النادي، وفي النهاية نحن مؤتمنون عليه»