رأى أستاذ الأدب والنقد المشارك بجامعة تبوك الدكتور فيصل مالك أبكر أن الروائي نايف الجهني لجأ إلى استخدام تقنية السرد الذاتي في عرض وقائع وأحداث روايته «الحدود»، لا ليعبر بها عن الشخصيات والأبعاد الزمانية والمكانية، ولا ليكشف بها عن المحمول الأيديولوجي والثقافي، ولا ليجسد بها المشاهد والخلفيات فحسب، وإنما لينتج بواسطتها خطابا متهكما هازلا متشعب الفروض يلقي بالأسئلة والاستفهامات، ولا يعطي إجابة شافية عن الكثير من الظواهر التي ينبغي أن تشكل بؤرة للتوتر في أحداث الرواية ووقائعها التي خلت من المغامرة والصراع المكشوف، لافتا إلى أن المؤلف عبر ضمنا عن رفضه الشديد للتشوهات التي أخذت المدنية الحديثة تحدثها في ذاكرة مجتمعه الثقافية وفي جسد مدينته، جاء ذلك خلال نقد أبكر لتقنيات السرد والبناء في رواية «الحدود» للروائي نايف الجهني البارحة الأولى في نادي تبوك الأدبي. واعتبر أبكر أن المؤلف حرص على تسطيح الشخصيات، مضيفا أن غياب الإحساس بالمشاركة في صنع الواقع أدى إلى ظهور الشخصية بمظهر المتجرد الرافض للكثير من الموضوعات التي لا تتماشى مع هواها، وحال دون التعمق في مكنوناتها وأوصافها وميولها الفردية والاكتفاء بالجانب التجريدي في البنية الفكرية لديها وعزلها عن هيأتها وشكلها الخارجي وعمقها النفسي وما يترشح عن ذلك من مضامين ودلالات ومعانٍ تجعل الحاجة إلى قراءتها وتحليلها أمرا في غاية الأهمية، مشيرا إلى أن المؤلف حاول جاهدا عزل المشاهد الفنية في روايته عن البيئة الواقعية لبطلها الراوي، وقد عمد إلى تغليف الحقائق الموضوعية التي تعكسها الأحداث وتنطق بها الشخصيات الفنية بمجموعة من الصور المموهة، مستثمرا قدرته الفائقة في صياغة الجمل ذات الظلال الشعرية.