تؤرق العشوائية وسوء التخطيط ونقص الخدمات، مضاجع سكان حي الشربتلي الواقع وسط محافظة ينبع، وتشكل العمالة الوافدة نسبة مقدرة من سكان الحي الذين يعانون أصلا نقصا حادا في الخدمات البلدية، فيما تكتظ شوارعه الضيقة أصلا بعشرات المركبات التي يبحث أصحابها عن مواقف لسياراتهم داخل الحي مما انعكس سلبا على حياتهم في ظل إهمال تام من الجهات والإدارات الحكومية الخدمية التي تهتم بالسلفتة، الإنارة والتنظيم السليم. ويعد حي (الشربتلي) من أحياء محافظة ينبع التي شهدت حركة سكانية من مختلف الجنسيات على مدى السنوات الماضي، ومن بين الوافدين الجدد عمالة غير نظامية تمارس مختلف أنواع المخالفات في ظل غياب رقابة الجهات ذات العلاقة مما أدى إلى شيخوخته. اختناقات مرورية وذكر ل «عكاظ الأسبوعية» عبدالعزيز الرفاعي أن هذا الحي تحول إلى حي شعبي يسكنه الأهالي والعمالة، ويعاني من ضيق شوارعه وقلة مواقف المركبات ويشهد اختناقات مرورية بسبب مخالفات البناء، ويضيف «اضطر إلى إيقاف سيارتي على بُعد 200 متر من منزلي نظرا لعدم وجود موقف قريب لسيارتي، وأحمل أمتعتي وأغراضي على كتفي وصولا إلى مقر سكني»، مبينا أن ضيق شوارع الحي المكتظ بالسيارات يعرقل حتى تحرك سيارات الطوارئ والإسعافات والدفاع المدني. وأردف، «تحولت الأحياء الواقعة وسط المحافظة إلى أحياء شعبية، مرجعا السبب إلى عدة عوامل في مقدمتها عدم وجود البنية التحتية والتخطيط السليم الذي يتماشى مع العصر». نقص الخدمات وأوضح غنايم السميري (من سكان الحي) أن إهمال الجهات والإدارات الحكومية لاحتياجات الحي الخدمية مثل السفلتة والإنارة والتنظيم تسببت في اختراقه من قبل العمالة المخالفة وغير النظامية الذين يمارسون العديد من المخالفات التي تؤرق السكان ومن هذه المخالفات إلقاء المخلفات والأوساخ أمام منازلهم بطريقة غير حضارية وغير صحية، وقد اعترضنا على هذه التجاوزات لعدد من الجهات لكن دون جدوى. وأضاف السميري، هناك من بين العمالة من يمارس التجارة بطريقة عشوائية وغير نظامية ويقدمون العديد من الخدمات غير الصحية، ومن جانبنا سجلنا اعتراضنا على هذه التصرفات لدى الجهات الأمنية التي تفاعلت مع الموقف وبعد انتهاء الحملة يعاودون الكرة مرة أخرى. وبين أحمد المرواني، أن العشوائية التي يعاني منها حي الشربتلي تتمثل في وجود عدد كبير من العمالة يسكنون في الحي بجوار العوائل التي ترفض وجود العزاب منهم، وقال وجود هذه العمالة بالقرب من مساكن الأهالي سمح لهم بالتستر على عمالة أخرى غير نظامية، فيما ذكر تركي الرفاعي أن عددا من المنازل في الحي استغلها سكانها من العمالة غير النظامية لتجميع المعدات بطريقة غير صحية حتى تحولت إلى مصدر جذب للحشرات والزواحف الضارة. مخالفات العمالة من جهته، تطرق سمير الرفاعي إلى المشكلات التي يعاني منها الحي أبرزها نقص الخدمات الضرورية، ويضيف لم تتفاعل الجهات المعنية مع الشكاوى التي تتناول بعض التجاوزات والمخالفات التي تحدث من قبل بعض العمالة، مشيرا إلى سوء الشوارع الداخلية التي أصابها الشيخوخة ويجد السكان صعوبة في استخدامها. وبدوره، أكد مروان الجهني، حاجة الحي للتنظيم السليم للتخلص من العشوائيات، ويضيف من كان جيراني في الحي ارتحلوا إلى الأحياء الأكثر تنظيماً بسبب العشوائية والصداع الناتج من إزعاج العمالة لهم، معبراً عن استيائه الشديد من تسرب مياه الصرف الصحي المتكرر دون أن تتدخل بلدية ينبع أو صحة البيئة لمعالجة الأمر. أما سعد الجهني من سكان حي الشربتلي، فتطرق إلى حوادث السرقات التي يشهدها الحي بين فترة وأخرى بالرغم من الحملات الأمنية المكثفة، مطالبا العمل على إجراء برامج توعوية وتثقيفية لساكني الحي بالتعاون مع المؤسسات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني للقضاء على العديد من الظواهر الأمنية.