يؤرق الضجيج والعشوائية، سكان حي اليمانية بالطائف وأحد اقدم أحياء المحافظة، ليس هذا فقط بل ان روائح المعجون والدهانات وأصوات المطارق الصادرة عن ورش السيارات والتي تحتل مساحة صغيرة من الحي، ويطال ضررها سكان الحي الذين فضل بعضهم الرحيل هرباً من الأخطار التي تحيط بالمكان. ويعد حي اليمانية من الأحياء القديمة التي تشتهر بها الطائف وكانت ملتقى للكثير من المواطنين القادمين من مناطق المملكة المختلفة، ويشير المؤرخون إلى أن السبب الرئيسي في تسمية الحي بذلك يعود للأعداد الكبيرة من الجاليات اليمنية التي سكنت الحي قديماً ومارست أعمال البناء والتشييد والتجارة بمختلف تشعباتها، وبالرغم من تاريخ الحي إلا أنه يشهد غياب المرافق الخدمية المختلفة وكانت السبب في هجرة أعداد كبيرة من سكانه، حتى تحول إلى مجمعات لورش السيارات مما أفقده جماله الحقيقي، خاصة وأنه الحي محاط بالحدائق ويقع على طريق وادي «المسيال». ففي الوقت الذي أكد فيه مصدر مسؤول في أمانة محافظة الطائف، وجود دراسة لتنظيم عدد من الاحياء السكنية ونقل الورش الى مواقع أخرى ليس فقط في حي اليمانية بل في عدد من الاحياء، عدد من المواطنين الجهات المعنية بتوفير الخدمات الضرورية للحي ونقل الورش التي تديرها العمالة الوافدة خارج النطاق العمراني بعد أن أرقت مضاجع السكان. وأوضح المواطن صالح الثبيتي، أن حي اليمانية يعد من أقدم الأحياء السكنية بالطائف ولكنه يفتقر للخدمات الضرورية، مطالباً الجهات ذات الاختصاص بتوفير الخدمات المفقودة لهذا الحي والاسهام في بقاء السكان داخل الحي بدلا من الرحيل الى الاحياء السكنية الاخرى وتكبدهم لخسائر كبيرة جراء بيع منازلهم، وقال «الورش لازالت تعكر صفو حياتنا وتزعجنا في كافة الاوقات حتى اصبحنا لا نستمتع بالراحة في منازلنا»، في حين أبدى محمد علي تخوفه من كثرة العمالة الوافدة التي تدير هذه الورش وتعرض منازلهم وابناءهم للمضايقات، خاصة وأن الورش تشهد تجمعات عمالية مما يزيد قلق الكثير من الأسر على ابنائهم وبناتهم، وطالب بنقل الورش الى مواقع بعيدة، إلى جانب توفير الخدمات للسكان واعادة تهيئة الحي ليتم عودة الكثير من السكان الذين رحلوا الى الاحياء الاخرى وتركوا منازلهم للأسباب نفسها. وتمثل الحدائق المحيطة بالحي من الجهة الجنوبية متنفسا للسكان بعد ان اغلقت الورش والمحلات الجوانب الأخرى، حيث تجتمع عدد من العائلات بعيداً عن الضوضاء التي تصدرها مكائن اللحام وروائح الدهان المنبعثة من الروش، وتهدد صحة الأهالي، خاصة في ظل غياب تحرك أمانة الطائف والبلدية الفرعية التي لازالت غير قادرة على تهيئة الحي وتوفير الخدمات الهامة به. وهنا يشير علي الغامدي، إلى أن تاريخ حي اليمانية يتجاوز الأربعين عاماً، وكنا وقتها نحضر من الباحة لقضاء بعض الأعمال ونسكن الحي الذي كان ملتقى للكثير من ابناء القرى الواقعة في جنوبالطائف وكان مزدهرا بالمقاهي حيث يجتمع الناس، مؤكدا ان الاهتمام بالحي أصبح أمرا هاما للاستفادة منه لتوسطه كافة الأحياء. بدوره، أكد ل«عكاظ الأسبوعية» المتحدث الرسمي لأمانة الطائف اسماعيل إبراهيم توجه الأمانة لنقل الورش المنتشرة في كافة الاحياء ومنها على طبيعة الحال تلك الموجودة في حي اليمانية إلى المنطقة الصناعية، وقال «الأنظمة تمنع في الوقت الحاضر إصدار تصاريح جديدة للمحال التجارية والورش تمهيدا لنقلها إلى المنطقة الصناعية بعد الانتهاء من تأهيلها».