يصنف حي الوشحاء بمحافظة الطائف من الأحياء الراقية، إلا أنه مع تناثر الورش الصناعية وسط المنازل وحول الحي بدأ يفقد بريقه شيئا فشيئا. فبعد أن كانت العمارات والشوارع الأنيقة تزين الحي، بدأ الأهالي ينفرون منه وأصبح غير مرغوب من قبلهم للسكن فيه. ويرجع سبب ذلك النفور إلى الورش والسيارات الخربة وأصوات أعمال «سمكرتها» وروائح دهاناتها بعد إصلاحها. «عكاظ» لاحظت خلال جولة على حي الوشحاء أنه لم يعد كما كان سابقا بين أحياء المقدمة في الطائف بل تراجع عدة درجات مقارنة بالأحياء الأخرى التي ازدهرت في السنوات الأخيرة وازداد الطلب على السكن فيها. من بين الأهالي الذين التقيناهم فواز المنجومي الذي قال إنهم يعيشون في هذا الحي منذ 15 عاما. وانتقد إحاطة الورش الصناعية به من كل مكان، قائلا «رغم وعود الأمانة بنقلها إلى منطقة الورش الصناعية إلا أن الوضع لم يتغير. ولازالت الورش الصناعية تزاحم أهالي الحي حتى في منازلهم، وتعمل على مدار اليوم، فالإزعاج مستمر منذ ساعات الصباح الأولى، وحتى بعد صلاة العشاء ناهيك عن الروائح التي تزعجهم، والتلوث البيئي وسط الحي». ورأى جاره عبدالله سعيد الزهراني من أهالي الحي، أن مخطط الوشحاء كان من المخططات الراقية، وتخطيطه يعد من أفضل المخططات بالمحافظة، حيث الشوارع الواسعة، ونظام البناء الراقي، والحدائق، وتوفر كافة الخدمات، وهو ما دعا الكثير من أهالي الطائف للتنافس على شراء أراض فيه في ذلك الحين. لكن ما لبث أن سكن الأهالي واستقروا حتى تفاقمت مشكلة الورش الصناعية، وأصبحت عامل طرد لهم من الحي. وأضاف متسائلا «ما هو السبب الذي يمنع أمانة الطائف من نقل الورش إلى المنطقة الصناعية؟». أما عبدالله الغامدي (أحد أهالي الحي القدامى) فيقول إن الورش الصناعية كانت ورش نجارة، ما عزز إقبال أهالي المحافظة على شراء الموبيليا من حي الوشحاء في حينه، لكن تحولت بين عشية وضحاها إلى ورش صناعية، تنافس بعضها البعض، ومحلات قطع غيار. ويضيف قائلا إنهم تقدموا أكثر من مرة إلى أمانة الطائف، وقت كانت بلدية، وإلى المجلس البلدي، لكن كلها وعود، ولم يروا أية تحركات تعزز النظر في شكواهم ومطالبتهم بنقل الورش إلى خارج الحي. ورش صناعية من جهتها، تبرر أمانة الطائف وجود الورش وسط حي الوشحاء بالإشارة إلى أنها قديمة في الحي قبل بناء المنازل فيه. وأشارت مصادر في الأمانة ل«عكاظ» إلى أن هذه الورش كانت في السابق ورش نجارة ومحلات موبيليا قبل أن تتحول إلى ورش صناعية. وأكدت أن الأمانة تعمل الآن بشكل جاد لنقل هذه الورش إلى المنطقة الصناعية الكبرى وتعتبر ذلك الهدف من صميم مسؤولياتها لتبقى أحياء الطائف جميلة بما يعكس جمال المحافظة باعتبارها عروس مصائف المملكة.