انتهت جميع الشركات تقريبا من إعلان نتائج الربع الثالث والتي أتت بتحسن ملموس في أغلبها، خاصة شركات الاتصالات، وعلى رأسها الاتصالات السعودية، والتي بدورها تفاعل المؤشر السعري لسهمها مع النتائج القوية التي فاقت التوقعات ولامس سعرها الخمسين ريالا ارتفاعا من 44 ريالا تقريبا خلال أسبوع، أي بنسبة ارتفاع 14 في المئة. كذلك واصلت منافستها موبايلي أداءها الإيجابي وحققت نموا بالأرباح عزته إلى نمو نشاط قطاع الأعمال لديها. أما سابك التي جاءت نتائجها أفضل بصورة طفيفة مقارنة مع نفس الفترة من العام السابق، فقد هبط سعر سهمها بعد أن حقق ارتفاعا قويا قبيل إعلان نتائجها بنسبة 6 في المئة تقريبا، حيث بلغ سعر سهمها 105 ريالات، ارتفاعا من 99 ريالا، إلا أن سهم الشركة لم يصمد بعد إعلان النتائج، حيث لم ترتق تلك النتائج الى توقعات المستثمرين، وبالتالي حدثت موجة بيع أطاحت بالسعر إلى 98 ريالا وهو أمر طبيعي في تحركات الأسواق المالية. وقد لاحظنا أن مؤشر السوق خلال الفترة الماضية كان بين تأثيرات محلية وخارجية. فالتأثيرات المحلية، وأبرزها نتائج الشركات للربع الثالث من هذا العام ربما خففت كثيرا من الآثار الخارجية التي أطاحت بمؤشرات الأسواق المالية العالمية، بفعل الجدل الذي حدث بين الإدارة الأمريكية والكونغرس حول رفع سقف الدين الأمريكي، وما نتج عنه من نتائج أعادت الروح للأسواق كافة، واستفاد منها مؤشر سوق الأسهم السعودية والتي تزامنت بعد عطلة عيد الأضحى المبارك، وارتفع بقوة مدعوما بالحالة النفسية الإيجابية من آثار الاتفاق الجزئي، إضافة إلى التوقعات المتفائلة بنتائج الشركات والتي جاءت متوافقة تقريبا مع التوقعات وحققت نموا بمتوسط عام بنسبة 11 في المئة تقريبا عن العام الماضي. ولذا فإن تداعيات المزيد من الهبوط خلال الفترة المتبقية من هذا العام الميلادي تبدو وأنها قد تضاءلت، خاصة وأننا نلاحظ أن مؤشر السوق أصبح يملك نقاط دعم قوية تتمثل في المتوسطات القريبة نسبيا مثل متوسط 25 يوما والذي يمثل دعما جيدا عند مستويات 8036 نقطة فيما يقف متوسط 50 يوما عند حافة حاجز 8000 نقطة وبكسره يرجح أن تختبر نقطة دعم 7982 نقطة فيما تمثل نقطة 7832 نقطة متوسط 100 يوم والتي ينبغي مراقبتها جيدا، فكسرها ليس في صالح الاتجاه الصاعد وربما يكون في حال تبدلت الأحوال الإيجابية الحالية، دلالة أولية على وجود نية لهبوط آخر مماثل لما حدث في شهري سبتمبر وأكتوبر الماضيين. وهو احتمال لا يمثل حاليا ترجيحا بحدوثه، حيث يتوقع أن يعاود المؤشر الارتفاع من نقطة 7980 نقطة للوصول إلى قمة السوق السابقة، واختبار قمة جديدة عند 8381 نقطة تقريبا.