انتقلت 22 فتاة وثلاثة أطفال للإقامة في المبنى الجديد للدار الإيوائية التابعة لجمعية فتاة الأحساء الخيرية النسائية «دار شمل»، التي تبرعت بها فاعلة الخير «عائشة الراشد» عن والدها رحمه الله. وقالت مديرة مكتب الإشراف الاجتماعي النسائي بالمنطقة الشرقية التابع لوزارة الشؤون الاجتماعية لطيفة بنت محمد التميمي: إن هذا العطاء يمثل خدمة لفئة من فئات المجتمع المحتاجة للدعم، لكن أثره سيتضح على المجتمع بأسره، خاصة أن التبرع لم يقتصر على إنشاء دار متكاملة للإيواء فقط بل شمل مبنى آخر لتنمية المجتمع من خلال التعليم والتدريب والترفيه، وهو ما سيكون رافدا لجمعية فتاة الأحساء الخيرية النسائية لمواصلة دورها الفعال في تنمية وتحسين أحوال الأسر وليس مجرد تقديم الإعانات المادية كما تفعل بعض الجمعيات الخيرية. وأضافت أن جمعية فتاة الأحساء من الجمعيات المتعاونة مع الجهات الإشرافية كمكتب الإشراف النسائي ومكتب المتابعة في كل ما يخص الأيتام، حيث يسعى مكتب المتابعة بالأحساء دائما وبتوجيه من الإدارة العامة لرعاية الأيتام بالوزارة لتوفير متطلباتهم خلال فترات التسجيل في المدارس والجامعات بالتعاون مع مجلس إدارة الجمعية وفي مقدمتهم رئيسة مجلس إدارة الجمعية لطيفة العفالق التي تولي الأيتام رعاية خاصة وتهتم بأدق تفاصيلهن حتى أنها منحتهن الفرصة لاختيار الغرف التي يريدن السكنى فيها في مقر الدار الجديد. ودعت كافة فئات المجتمع إلى التعاون والتكاتف مع الجمعيات الخيرية لمساعدتها على القيام بدورها في الوفاء بمتطلبات الأسر والفئات المشمولة برعايتها مع احتساب الأجر والثواب عند الله تعالى. وذكرت عضوة جمعية فتاة الأحساء الخيرية النسائية «التي تبرعت ب21 مليون ريال لإنشاء الدار» عائشة راشد الراشد أنها ومنذ وفاة والدها قبل 18 عاما وهي تفكر بأن تهدي له هدية يستحقها في الأحساء تحديدا، وقبل 15 عاما طرحت الفكرة على شقيقها الذي وعدها بعرض فكرتها على وزير الشؤون الاجتماعية حينها والذي بارك الفكرة، فسارعت في شراء الأرض وتخطيطها لإنشاء الدار، مشيرة الى أن التخطيط الجدي للمشروع بدأ منذ ثلاثة أعوام بالتعاون مع جمعية فتاة الأحساء الخيرية النسائية ورئيسة مجلس إدارتها. وأضافت بأنها لا تزال تطمح في بناء مدرسة نموذجية للبنات. من جانبها أوضحت رئيسة مجلس إدارة جمعية فتاة الأحساء الخيرية النسائية بالأحساء لطيفة العفالق، بأن اهتمام عائشة بتنمية المجتمع والتنمية الأسرية جعلها تشترط ألا يكون المبنى للسكن والترفيه فقط بل يتضمن قاعات للتدريب والتعليم الأكاديمي والمهني وتحقق ما تمنته في المبنى الثقافي المكون من 14 قاعة تدريب مجهزة بالكامل ومطبخ للتدريب على الطهي بأنواعه وقاعة كبرى تتسع ل250 فتاة. وذكرت بأن الجمعية بدأت منذ ثلاثة أسابيع في تأهيل 20 فتاة من فتيات الأسر على حياكة السجاد باستخدام أدوات أنتجتها فتيات الأسر في المنجرة فأبدعن في إنتاجهن ورغبتهن في الاستزادة من العلم ومن ضمنهن فتاتان من فتيات الدار الإيوائية الجامعيات واللاتي سيشكلن نواة التدريب في المبنى الجديد لتدريب أخواتهن وفتيات المجتمع بهدف دمجهن في المجتمع من خلال العمل. وبينت العفالق أن المبنى أيضا يضم قاعة رياضية للياقة البدنية، مشيرة إلى أن المبنى السكني مكون من ثلاثة أدوار تضم 12 شقة خصصت منها شقتان للضيافة والحالات الطارئة من فتيات الدور والأسر المحتاجة في الأحساء. وأكدت أن مبنى «دار شمل» يحقق تطلعات الجمعية المستقبلية لرعاية وتنمية الفتيات وفق نظام الأسرة الواحدة في الشقق بعد أن كن في مبنى مستأجر لا يفي بهذا الاحتياج، لافتة إلى أنه تم تخصيص نخلة لكل فتاة في الساحة الخارجية للدار وعلق عليها اسمها لتتابع نموها معها لاسيما أنها شعار الخير في واحة الأحساء. ودعت رئيسة مجلس إدارة الجمعية كافة رجال وسيدات المجتمع في محافظة الأحساء والمنطقة الشرقية ككل إلى التكاتف ومد يد العون للفئات المحتاجة لا من أجل سداد دين أو إيجار أو متطلبات يومية بل من أجل تنمية متكاملة تساعد المجتمع ككل على النمو السريع. يذكر أن دار عائشة الراشد لوالدها راشد الراشد أو «دار شمل» لرعاية وإيواء الفتيات كما أطلق عليها التي أقيمت على مساحة (4500) متر مربع وبلغت تكلفتها 21 مليون ريال، تشمل مبنيين أحدهما سكني والآخر ثقافي يختص بالتعليم والتدريب والترفيه إضافة إلى القسم الإداري لإدارة وتشغيل المشروع، ويتكون المبنى السكني من ثلاثة أدوار يتضمن كل دور منها أربع شقق تضم كل شقة أربع غرف وصالة معيشة ومطبخا ودورة مياه، بإجمالي 48 غرفة مجهزة بأحدث الأثاث المنزلي والأجهزة الكهربائية الضرورية، إضافة إلى المبنى الثقافي المكون من ثلاثة أدوار تضم مرافق خاصة بالتعليم والتدريب والترفيه والصناعات اليدوية مع تخصيص ساحة عامة وملعب خارجي لممارسة النشاط الرياضي.