مع كل زخة مطر تتحول شوارع أحياء النميص والمسك في أبها إلى برك من المياه، ومع ذلك يستطيع الأهالي التعايش مع ذلك الواقع، إلا أن المؤلم أن تبقى البرك في موقعها مشكلة مستنقعا يهدد سلامة البيئة، وينذر بعواقب وخيمة على مدى أسابيع طويلة. ويبرز أكبر مستنقع في تلك الأحياء بمحاذاة الطريق الرئيسي الرابط بين الحيين، فهو عبارة عن أرض شاسعة تقع تحت مستوى الشارع بأكثر من 6 أمتار تقريبا وعادة تكون مليئة بمياه الأمطار والحشائش، الأمر الذي ربما يشكل خطورة على الأطفال والمارة بها لانحدارها الشديد وخطورة موقعها، بالإضافة إلى ما يشكله المستنقع من توالد الحشرات الضارة التي تؤذي الأهالي. ويهدد المستنقع الصغار والكبار، الأمر الذي يعتبره عوض الشهراني بئرا يبتلع كل شخص بمجرد الاقتراب منه، فالحشائش تتسبب في الانزلاق وتجر الأشخاص إلى داخل المستنقع، والذي يبتلع كل من يسقط داخله، مشيرا إلى أن المؤسف أن يكون المستنقع على الشارع العام، مما يدلل على أن الكل يرونه، لكنهم يغضون الطرف عنه، فلو كانت في شوارع داخلية لكنا اعتبرناه بعيدا عن عيون الرقابة والمسؤولين، إلا أن الأمر مختلف تماما، فلو أنهم لم يروا هذا المستنقع الواضح لأي عابر فماذا يمكن أن يرون؟. ويلفت طلال علي النظر إلى أن المستنقع ليس محدودا للدرجة التي يصعب رؤيته فيها، بل يمتد على مساحة كبيرة جدا، تمثل تهديدا كبيرا لسكان الأحياء المجاورة فهي مليئة بالحشائش الطويلة جدا وهي تسبب الأمراض لتواجد الحشرات الضارة بها. ويشرح عبدالعزيز الشهراني خطورة المستنقع والذي تسبب مرة في انهيار الشارع العام، مما أجبر الجهات المختصة على إغلاقه لفترة من الزمن، لتصليحه، ولكنهم أصلحوه وأعادوه للخدمة وغضوا الطرف عن المستنقع وخطورته وهو أساس المشكلة التي تعرض لها الشارع، لأنه حتما سينهار مجددا ما لم تتم معالجة سبب الانهيار. من جانبه، أكد مدير النظافة والإصحاح البيئي بأمانة منطقة عسير محمد سبران أن إدارة النظافة بوكالة الخدمات بأمانة منطقة عسير عبر هاتف بلاغات الطوارئ، تلقت بلاغا في 24/6/1434ه يفيد بتجمع مياه خلف مبنى البنك الزراعي الواقع في حي النميص وبالوقوف الميداني على الموقع من قبل الفرق الميدانية لأعمال النظافة بإشراف من مدير إدارة النظافة صالح بن محمد الوادعي ومشاركة مدير العمليات محمد مصطفى تبين وجود كميات من الأتربة والصخور تعيق جريان المياه نتيجة للأعمال الإنشائية للمقاول القائم بتنفيذ مشروع في الموقع، وعلى الفور تمت الاستعانة بمعدات الأمانة لمعالجة الموقع ميكانيكيا لإزالة المعوقات من مجرى الوادي، وشملت الأعمال نظافة وصيانة العبارات القريبة ومصائد السيول، واستمر العمل في الموقع حتى عصر اليوم التالي بمتابعة مراقب الأمانة بندر علي عسيري والتأكد من انتفاء المشكلة وجريان المياه بشكل طبيعي، بالإضافة إلى التأكيد على فرق المكافحة الحشرية لاستكمال المعالجة الكيميائية للقضاء على بؤر تكاثر الحشرات في حال تكونها نتيجة لتجمع المياه في الموقع. وأضاف أن هناك توجيهات أمين المنطقة ووكيله للخدمات بالمتابعة المستمرة لنظافة وصيانة نقاط تصريف السيول والعبارات في الطرق الرئيسية وداخل أحياء المدينة، وذلك قبل دخول موسم هطول الأمطار كإجراءات احترازية لمنع تجمع المياه وتأثيرها السلبي على حركة مرور السيارات، وتستمر أعمال إدارة النظافة عند هطول الأمطار بالمتابعة الميدانية لأعمال شفط وتصريف المياه الناتجة عن الأمطار والتي يقوم بتنفيذها المقاول القائم بأعمال مشروع نظافة المدينة بمنطقة العقد وبالسرعة الممكنة والانتهاء من ذلك في مدة لا تزيد على أربع وعشرين ساعة من توقفها.