انتشرت فرق الدفاع المدني في العاصمة المقدسة في أنحاء متفرقة من مكةالمكرمة البارحة، إثر هطول أمطار متوسطة صاحبتها رياح محملة بالغبار. وأكد ل «عكاظ» الناطق الإعلامي للدفاع المدني في العاصمة المقدسة المقدم علي المنتشري أن الأمطار التي شهدتها مكة البارحة خفيفة، ولم ينتج عنها أي حوادث تذكر، مشيرا إلى أن فرق الدفاع المدني متواجدة في كافة مناطق وأحياء مكةالمكرمة، وعلى جاهزية تامة لمواجهة أي طارئ. وبين المقدم علي المنتشري أن إدارة الدفاع المدني تعتمد على بيانات هيئة الأرصاد وحماية البيئة، وعلى ما يتم رصده من قبل فرق الدفاع المدني من تغيرات مناخية في الجو. وقرعت الأمطار التي شهدتها مكةالمكرمة البارحة وأمس الأول، أجراس الخطر قبل 36 يوما من دخول موسم الحج، ورفعت حالة التأهب القصوى في مواجهة مخاطر السيول في الوقت الذي تعد فيه مكةالمكرمة أكثر المدن آمنا كونها تحتضن في باطنها شبكات عملاقة لتصريف مياه الأمطار، خاصة في الطرق والشوارع المؤدية لمكةالمكرمة والمشاعر المقدسة. وجاءت أجراس الخطر لتعلن عن خطورة المشاريع التي يجري تنفيذها في مختلف مخططات وأحياء العاصمة المقدسة، التي يأتي في مقدمتها مشاريع تغطية مجاري السيول، والتي أصبح البعض منها مصائد تتربص بالسيارات، وتبتلع ما تنقله السيول الجارفة إلى باطن الأرض وغيرها من المشاريع التطويرية الخدمية والعمرانية. وبينت ل «عكاظ» مصادر مطلعة أن هذه المشاريع شكلت مخاطر محدقة تربصت بقائدي المركبات وسكان المناطق خلال هطول الأمطار التي شهدتها مكةالمكرمة أخيرا، وما حال دون وقوع إصابات أو وفيات بين السكان التواجد المكثف لفرق الدفاع المدني منذ وقت مبكر من هطول الأمطار، حيث سارعت إلى إغلاق الشوارع التي شهدت ارتفاع منسوب المياه، ومنعت وصول المركبات والمارة إليها في ظل غياب اشتراطات السلامة في مواجهة السيول الجارفة. ورصدت «عكاظ» في جولة ميدانية، الأضرار التي خلفتها السيول جراء هطول الأمطار بغزارة على عدد من أحياء مكةالمكرمة أمس الأول. وشملت الجولة مخططات الشرائع الأكثر تضررا، المعيصم، جبل النور، والعدل، حيث شكلت المجاري المكشوفة والمشاريع بؤرا تحولت إلى مصائد للسيارات. وبرزت جهود أمانة العاصمة المقدسة في صيانة الشوارع وإصلاح ما خلفته الأمطار من أضرار، حيث تواجدت فرق البلديات الفرعية بكثافة في مواقع متفرقة، وسارعت فورا في إزالة العقوم الترابية التي تكونت على فتحات تصريف المياه، وترقيع الحفر في الشوارع، وإعادة اللوحات التحذيرية والأسلاك العازلة في المواقع التي تشهد مشاريع بلدية. وارتفع منسوب المياه في المجاري المكشوفة في المعيصم والنسيم والشرائع، وتحولت شوارع المخططات وداخل الأحياء إلى أكوام ترابية غابت عنها أعمال النظافة، وتسببت في تصاعد الغبار. كما انتشرت أنواع من الحشرات التي وجدت بعض المستنقعات ما دفع بالكثيرين إلى التحذير من الأوبئة والأمراض الوبائية. وعزا أمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة البار في حديثه ل «عكاظ» أمس، أسباب تأخر تنفيذ مشاريع تغطية مجاري السيول إلى وجود العديد من الخدمات التي تم اكتشافها بعد البدء في تنفيذ أعمال الحفر ضمن مسار العبارة، إضافة إلى هطول الأمطار على مناطق العمل. وقال الدكتور أسامة البار إن الأمطار التي نتج عنها تجمع مياه السيول داخل منطقة العمل والتي تسببت في تعثر تغطية المجرى المفتوح، اضطرت الشركة المنفذة إلى إزالة هذه التجمعات، وعمل النظافة اللازمة قبل تنفيذ أعمال النجارة والحدادة وصب الخرسانة، عطفا على توقف العمل في المشاريع في العشر الأواخر من رمضان، وفي موسم الحج حيث تمنع الأنظمة عمل أية شركة من منتصف ذي القعدة حتى منتصف شهر ذي الحجة من كل عام. وبين أمين العاصمة المقدسة أن المشاريع الجاري تنفيذها في مخططات الشرائع والنسيم، جاءت بهدف تغطية مجاري السيول المكشوفة، حيث تمت ترسية من المشاريع في العاصمة المقدسة وتتابع الأمانة تنفيذها، مشيرا إلى أن الشركة المنفذة للجزء الأول من مشروع مجري النسيم أنجزت ما يقارب 90 في المائة من المشروع. وأضاف «ومن المقرر أن ينتهي العمل فيه خلال 45 يوما، فيما تتولى شركة أخرى تنفيذ الجزء الثاني من المشروع الذي يمتد من منطقة الأشياب حتى جسر مخطط ستر اللحياني، وأنجزت 85 في المائة من نسبة المشروع، وسينتهي العمل في مدة أقصاها 60 يوما، بينما تم إنجاز 54 في المائة من مشروع تغطية مجرى السيل في منطقة الشرائع على امتداد شارع عمر قاضي، وسينتهي العمل منه في غضون أربعة أشهر». من جهته، يقول المهندس فيصل الجهني من سكان الشرائع إن أمانة العاصمة المقدسة تحركت في الأشهر الماضية لحل واحدة من أكبر إشكاليات التلوث التي لازمت مكةالمكرمة لسنوات طويلة، والمتمثلة في إنشاء مجاري مكشوفة لمياه الأمطار تخترق الشوارع ما نتج عنها ظواهر بيئية كبيرة تسبب في نشوء أمراض وبائية. وأضاف «وسارعت الأمانة في ترسية مشاريع لتغطية هذه المجاري لتكون في باطن الأرض، وبهذا قطعت الشكوك تجاه ما تنتجه هذه المجاري المكشوفة من أوبئة، لكننا واجهنا مشكلة أخرى لا تقل أهمية عن المشكلة السابقة حيث تكشفت لنا بعد هطول أول أمطار على هذه المشاريع التي ما زالت قيد التنفيذ، كونها تحولت إلى مصائد للسيارات لغياب اشتراطات السلامة».