أبدى مواطنون مخاوفهم من ظهور أمراض تهدد صحة سكان أحياء في حائل، بعد موجة الأمطار الغزيرة التي شهدتها المنطقة الأسبوع الماضي، وما نتج عن جريان وادي «الأديرع» من تجمعات للمياه ومستنقعات. ونجم عن الأمطار الغزيرة التي تواصلت على مدى أسبوع تقريباً تجمعات للمياه الراكدة في عدد من شوارع أحياء مدينة حائل، خصوصاً أحياء السويفلة والسمراء والعزيزية والبادية، لتتحول إلى مستنقعات تحيط بالمنازل وتهدد الصحة العامة، حتى باتت بمثابة كابوس مؤرق للسكان يتمثل في الخوف من انتشار الجراثيم والحشرات والبعوض، لاسيما بعد جفاف المياه في بعض الأحياء ما تسبب في انتشار الغبار والأتربة. وطالب عدد من سكان الأحياء المتضررة بسرعة تدخل أمانة حائل لإنقاذهم من نتائج هذه المستنقعات في ظل استمرار تجمع مياه الأمطار وعدم مكافحتها من خلال الرش بمبيدات الجراثيم. فهد العقيل أحد سكان حي السويفلة الذين التقتهم «الحياة»، شكا من انتشار البعوض والحشرات الزاحفة الناجمة عن تجمع المياه في شوارع الحي وحول المساجد والمدارس بعد هطول الأمطار الأسبوع الماضي، معتبراً أن ذلك يشكل خطراً بنقل الأمراض، خصوصاً لصغار السن وطلاب المدارس في الحي، مطالباً مسؤولي الأمانة بسرعة القيام بدورهم من خلال قيامهم ب«رش» الحي بمبيدات الحشرات والجراثيم. في حين أوضح محمد الرشيدي (أحد سكان حي السمراء) أنهم باتوا يترددون على المستوصفات والمراكز الصحية في شكل «يومي» نتيجة أمراض «الحساسية» التي خلفتها المياه الراكدة في الحي، مشيراً إلى أن سكان الحي يعانون منذ شهور عدة من تجمع المياه المتسربة من المنازل، لتتفاقم المشكلة بعد أن تجمعت المياه في شكل أكبر جراء الأمطار الأخيرة. ولفت إلى أن حي السمراء مجاور تماماً لوادي الأديرع الذي شهد لأكثر من خمسة أيام جرياناً متواصلاً لمياه الأمطار في شكل غير مسبوق، مشيراً إلى أنه راجع الأمانة وطلب منهم ردم المستنقعات التي تحيط بمنازلهم. من جهتها، طالبت أم عبدالعزيز (تسكن في منزل شعبي بحي العزيزية) مسؤولي أمانة حائل بسرعة التدخل لرش الحي بمبيدات الحشرات، وقالت: «منذ ثلاثة أيام ونحن لا نستطيع النوم بسبب البعوض المنتشر في شكل كبير، وفشلت كل محاولاتنا في القضاء عليه، خصوصاً أننا استعنا بكل المنتجات الموجودة بالأسواق لمكافحته لكن من دون جدوى. من جانبه، حذّر استشاري طب المجتمع والأسرة الدكتور شاهر الشهري من انتشار الأمراض بين السكان جراء المستنقعات التي تخلفها مياه الأمطار والسيول في حائل، وقال في حديث خاص إلى «الحياة»: «مياه المستنقعات الراكدة بيئة خصبة لتوالد البعوض والحشرات الناقلة للأمراض». وذكر أن اختلاط المستنقعات بالنفايات المنتشرة في الشوارع يزيد من خطورتها ويهدد السكان بأمراض عدة، وخصوصاً أن عوامل الإصابة بالأمراض كلها مهيأة بعد موجة الأمطار، لأن وجود بقايا المياه في الأحياء يولد أنواعاً كثيرة من الحشرات والقوارض والذباب والبعوض. وشدد على ضرورة استخدام الكريمات التي توضع على الجسم لتفادي التعرض للدغات البعوض، إلى جانب تجنب التنزه في أماكن مفتوحة إلا بعد أخذ الحيطة، ووضع الكريمات على الجسم، إضافة إلى التأكد من سلامة الخضراوات والفاكهة التي قد تتعرض لأماكن تلوث مياه الأمطار، وغسلها جيداً. ولفت إلى أهمية مكافحة وردم ورش المستنقعات التي خلفتها مياه الأمطار في داخل الأحياء، وبخاصة أن الرش بالمبيدات ضروري للقضاء على توالد البعوض. من جهته، أوضح رئيس لجنة الخدمات في المجلس البلدي بمنطقة حائل عبدالعزيز المشهور أن أعضاء المجلس قاموا بجولة ميدانية «تفقدية» بصحبة أمين حائل المهندس إبراهيم أبو راس وبعض مسؤوليها لما خلفته السيول من أضرار. وقال: «قمنا بإعداد تقرير مفصل يحوي نقاط «هامة» لمعالجة ما خلفته الأمطار من أضرار وفق إمكانات الأمانة، مشيراً إلى أن الجهة المختصة بالصيانة في الأمانة بدأت على الفور بصيانة الشوارع وإزالة الأتربة من الشوارع، مشدداً على أهمية البدء الفوري برش الحفر والمستنقعات بالمبيدات اللازمة بالتعاون مع صحة حائل ومن ثم العمل على ردم تلك المستنقعات في أسرع وقت حفاظاً على صحة البيئة وحماية من انتشار الأمراض والأوبئة بين السكان.