يعد «تاج العروس» محور الأساس في زينة أفراح زمان، ولا تكتمل فرحة ليلة العمر إلا بوجود التاج الذي يرمز إلى انتقال الفتاة من حياة إلى أخرى مفصلية، ويعد كذلك أهم من فستان الزفاف نفسه لأهميته، ولأن ليلة الزفاف مناسبة مميزة كانت العروس تهتم بزينتها حتى تظهر في أبهى صورتها أمام المدعوات، يساعدها في ذلك والدتها وشقيقتها الكبرى بحكم التجربة ، وبالرغم من اختلاف الأجيال والأيام يبقى مبدأ الاهتمام بزينة العروس هو نفسه، عطفا على الإمكانيات والأدوات الحديثة في وقتنا الحاضر .. مع ملاحظة أن ما كان بالأمس لا مكان له في عالم اليوم، وما هو موجود اليوم سوف لن نجد له أثرا في الغد المنظور هكذا هي طبيعة الحياة. وهنا ذكرت السيدة سعاد أحمد، أنها زفت قبل 55 عاما، وكان وقتها ينصب اهتمام العروس في كيفية توفير التاج الفضي المكون من مجموعة من الفصوص تجمع بطريقه معينة ويوضع على رأس العروس فوق الطرحة، وكان أحيانا يتم استعارة التاج من المعارف ويرد بعد انتهاء الزفاف، وتضيف «من المخزي لأم العروس قديما أن تزف ابنتها دون تاج العروس، باعتباره أهم من فستان الزفاف نفسه، وكان ثمنه وفق الارتفاع وعدد الفصوص، وقد يصل إلى ألف ريال وكان هذه المبلغ يعد كبيرا في ذلك الزمان وليس كل أسرة تستطيع شراءه لذا كانت تتم استعارت التيجان بين الأسر». وأردفت «كانت بعض (الكوافيرات) يؤجرن التيجان وهي خطوة الهدف منها تخفيف العبء المادي علي الأسرة، حيث تسدد أم العروس مبلغ التأجير ومبلغ آخر للتأمين في حال تعرض للتلف، في الوقت الذي يقمن فيه بعض المزينات بتأمين التاج للعروس بالمجان». وقالت «تيجان زمان كانت بأحجام صغيرة ومتوسطة وجميعها باللون الفضي وتتراوح أسعارها ما بين 500 إلى 1000 ريال وتتدرج لتصل إلى 2000 ريال، وبعد التطور في سلوكيات الأفراد ظهرت زفة «الملكة» ولكن في الغالب بفستان وردي وكان يصنع التاج بنفس لون الفستان ويكون عبارة عن مجموعة ورود من القماش الستان ذي اللمعة ويوضع على رأس العروس بعد تصفيفه دون وضع أي شيء آخر معه». وأضافت السيدة سعاد «كان اللون الوردي والموف الفاتح» في الصدارة الألوان التي تختارها العرائس في زفة «الملكة» وكان التاج بنفس اللون مع اختلاف التصميم، مثل الدائري، المرتفع عن مستوي الرأس وهناك المسطح ثم تطور وضع التاج فأصبح ذو عقود متدلية على الشعر مرتبطة بالقاعدة الأساسية التي توضع على الرأس، ومع الوقت أصبح تاج الزفاف الفضي وتاج الملكة من الماضي وحل محلة أشياء أخري مثل الفصوص المنفردة والتي توزع على التسريحة والأسهم ذات الفصوص والورود الطبيعية أو الورود الصناعية من نفس قماش فستان الزفاف». وختمت بالقول مع مرور الوقت بات لإكسسوارات الشعر الخاصة ب «الشبكة» مصممين ومصممات، وأصبحن بعض العرائس تكتفي بالطرحة دون إضافات، حتى اختفى واندثر التاج من رأس عروس اليوم، بالرغم من كونها عادة جميلة ومميزة.