وأخيرا، حلّت اللحظة التي لطالما انتظرها الملايين في العالم. وما أن تم الاعلان عن موعد زفاف الأمير ويليام إلى عروسه كايت ميدلتون، حتى أطلت العروس بكل نعومة وبساطة وسارت على البساط الأحمر إلى داخل كنيسة "ويستمينستر آبي" لتقول نعم تحت أنظار ممثلي وسائل الاعلام العالمية وبلايين المشاهدين الذين تسمروا أمام شاشات التلفزة حول العالم. بدت كايت عروساً خجولةً سعيدة بعريسها، وقد تألقت بثوبها المشغول يدوياً من الحرير والدانتيل الانكليزي والذي حمل توقيع دار مصمم الأزياء الراحل "ألكسندر ماكوين" تحت إدارة المصممة سارة بورتون التي تعاونت مع كايت لإنجازه. طلة الأميرة لفتت الأنظار، وقسمت الآراء بين معجب بها وبين من وصفها بال"عادية" التي لا تتلاءم مع قيمة المناسبة أو الضجة التي أثيرت حول الزواج كونه "زواج القرن" كما وصفته وسائل الاعلام المختلفة. وهذا استطلاع لآراء المصممين وخبراء التجميل العرب حول طلة "عروس القرن" وما إذا كانت نجحت في اختبار الأناقة حسب معاييرهم، لا سيما أنها قررت أن تضع ماكياجها بنفسها بعد أن أخذت دروسا في وضع الماكياج من خبيرة تجميل محترفة. بين مؤيد ومعارض مصمم الأزياء ربيع كيروز "حين علمت أنه عهد بتصميم ثوب الزفاف إلى دار "ألكسندر ماكوين"، توقعت طلة عصرية، إلا أن ما شاهدته كان ثوبا بورجوازيا مملا لفتاة تريد أن تكون أميرة! بصراحة انتظرت أن تكون كايت أكثر جرأة في اعتماد طلة متجددة، خصوصا أن الزفاف أطلق عليه اسم "عرس القرن". إلا أن الفستان لا يعدو كونه ثوباً يعود إلى أي عصر، كما لا يعبر عن الحداثة. كايت ميدلتون أميرة صغيرة وجميلة، و كان بوسعها أن تخرج قليلا عن السائد، مع الاشارة إلى أن الطرحة كانت بسيطة وجميلة والأمر نفسه ينسحب على التسريحة. مصمم الأزياء عبد محفوظ سررت كثيرا بلفتة التعاطف التي أبدتها العروس كايت تجاه المصمم الراحل ألكسندر ماكوين الذي انتحر العام الماضي، خصوصا أني تعرفت إليه شخصيا عندما عرضت في لندن وقد ساعدني كثيراً. وبالنسبة إلى الفستان، فإنه يعكس روح دار "ألكسندر ماكوين" وأغلب ظني أن كايت اختارته من ضمن الفساتين التي كانت مصممة أصلا، ولم يتم تصميمه خصيصا لها ،فهو قطعة لا يحدها زمن Timeless Piece. وقد أعجبني الفستان لناحية حرفية العمل على الدانتيل ودقة التصميم. وقد توقعت هذه الطلة خصوصاً وأن شخصية العروس شديدة البساطة وهذا الثوب يكملها، في ظل الطرحة المزينة أطرافها بالدانتيل وتسريحة الشعر. صحيح أن بساطة العروس قد تتعارض مع مفاهيمنا الشرقية للأعراس لكن رأيت أن كايت كانت عروسا جميلة في عرس أوروربي ملكي جميل. أما القبعات التي احتلت رؤوس ضيوف العرس فلقد لفتت نظري خاصة وأنه لا توجد قبعتان متشابهتان: لقد كان عرضا للقبعات الجميلة التي تنشر الفرح في القلب. مصمم الأزياء داني أطرش الفستان فاجاني بصراحة لأنه بسيط اكثر من اللازم. فهو لا يعبر عن عرس ملكي. فعلى الرغم من أن شخصية العروس بسيطة وأنيقة، إلا أن فستانها كان من الممكن أن يكون بسيطاً وأنيقاً ولكن ليس إلى درجة ان يشبه أي فستان أعراس جاهز مطروح في الأسواق. اجماع من خبراء التجميل على بساطة الماكياج وجماله فادي قطايا خبير تجميل للأسف، لم أشاهد العرس منذ البداية حتى النهاية، لكنني بصراحة أعجبت باطلالة كايت ميدلتون ووجدت أنها شديدة النعومة وأن ثوبها رائع ووجهها شديد الأنوثة. كما أن ماكياج العينين لم يكن سيئا على الاطلاق، وربما كنت أحبذ لو نجحت في اضاءة القسم الأوسط من وجهها لإنارته أكثر، وهذا لا يعني أنني أريد أن يكون وجهها بكامله مضيئا ولامعا، ولكن فقط المنطقة الوسطى من الوجه عليها أن تكون أكثر اشراقا من بقية أقسام الوجه لتضفي عليها البريق المطلوب أمام عدسات الكاميرات وتمنحها إشراقة العروس في يومها المميز. لقد وجدت طلتها مميزة وجميلة وحتى تسريحة شعرها أعجبتني . وهي اثبتت كفاءتها في وضع ماكياج عرسها وكانت جريئة في اعتماد هذه الخطوة . نبيل مخول خبير ماكياج من الطبيعي أن يختلف الماكياج لدى تطبيقه على أيدي المحترفين أو تطبيقه على يد هواة. فالمحترفون يعملون على أساس الأبعاد الثلاثية من اجل ابراز جمال الوجه في الصور. ولكن من وجهة نظري، فإن ماكياجها يناسب وجهها حيث بدت طبيعية. احببت مظهرها، وقد لا يتقبل الراي العام هذه البساطة ، لكن الطلة الطبيعية التي اشتهرت بها تفرض البساطة في الماكياج. تبقى التفاصيل الصغيرة هي التي تصنع الفارق. ولدي تعليق على منطقة الفم، ربما كا ن من الأفضل لو اشتغلت عليها بشكل أفضل. لقد استعملت ملمع الشفاه بلون الدراقن وهو لون رائج هذا الموسم، ولكن حبذا لو استعملت محدد شفاه باللون العاري لكي تبرز به شفتيها قليلا وتعطي شكلا أفضل لفمها في الصور. نجحت في اختيار الألوان كما أن رسمة العينين كانت ناجحة حسب رأيي .صحيح أنها كانت غير ممدودة لكنها تناسب شخصيتها وطلتها تماما. أما بالنسبة للبلاش، فربما كانت مضطرة للاكثار منه من أجل أن تبرز خديها في الصور. وليد لوقا مزين شعر برأيي، أن التسريحة التي اعتمدتها كايت كانت مناسبة جداً لحفل زفاف يقال عنه إنه "زفاف القرن"، فقد استطاعت أن تجمع في طلتها بين الكلاسيكية التي تليق بمركزها وبين الطابع العصري الذي يناسب سنها وتطلعاتها كامرأة شابة. تعرف التسريحة التي اعتمدتها كايت "بالنصف شينيون" ويكثر اعتمادها مؤخرا للمناسبات وحفلات الزفاف، وهي أتت لتحل مكان الشينيون الكامل كونها تضفي نعومة وشبابا على الطلة. كما أنها تسريحة تليق بكل أنواع الوجوه وبكافة الأعمار. وبرأيي، فقد أضفت هذه التسريحة على طلة كايت مزيدا من الأنوثة والنعومة، فبساطتها تناسقت مع بساطة فستان زفافها. كما أنها كانت مثالية لوضع التاج والطرحة عليها. أظن أن عرائس هذا الصيف سيقبلن بكثافة على اختيار هذه التسريحة كونها تساهم في إبراز أنوثة وجمال العروس في هذا اليوم المميز. كريستيان يزبك خبيرة مظهر ما أعجبني في اطلالة كايت أنها حافظت على البروتوكول واتيكيت التصرف وفقا لقواعد العائلة المالكة التي لا تنتمي إليها اساساً، وأنها في الوقت نفسه لم تلغ شخصيتها وظهرت على طبيعتها كفتاة عصرية واثقة من نفسها. الثوب كان على طراز الخمسينات مع الكثير من الدانتيل وكذلك الطرحة" فينتاج".vintage ولقد ظهرت منعشة وجريئة ومرتاحة مع نفسها بحيث كانت بساطتها شديدة الأناقة، وظلت تعابير وجهها مرتاحة طوال فترة مراسم الزفاف. كنت افضل لو اعتمدت نفس الماكياج الذي وضعته يوم خطبتها، أي بالبساطة نفسها خاصة وأنها أكثرت من استعمال البلاش كما بدا من الصور. كما أنني كنت أحبذ لو رفعت شعرها قليلا إلى الوراء لتمنح ياقة الثوب الفخامة المطلوبة. بناء على شخصيتها وطبيعة علاقتها بالأمير ويليام، التي لاحقتها عدسات المصورين، كنت أتوقع أن تطل بفستان بسيط وأنيق وقد شعرت بالسرور لأن ظني كان في محله لدى رؤيتي لكايت في ثوب الزفاف غير المتكلف .