يترقب العالم في لهفة زفاف الأمير البريطاني وليام وخطيبته كيت ميدلتون في ابريل المقبل. وإذا كانت الزيجات الملكية البريطانية تعد من بين الأغلى في العالم فإن مناسبات الزواج بين الغجر قد تليها في المرتبة من حيث الإنفاق والاستعداد ومظاهره الباذخة. فزواج الغجري عالم قائم بذاته تحظر فيه كل مظاهر البساطة وكلما كان كل شيء كبيرا، حجما وعددا ومشاركة، كلما كان أفضل بصرف النظر عن التكلفة. ولا يأتي هذا الترف برخص التراب إذ أن أول قاعدة في زيجات الغجر هي ألا يتحدث أي شخص عن المال. وتشير التقارير إلى كيف أن آباء العروسات، الذين يتكفلون بكافة نفقات الزفاف، يتحملون أرقاما قد تتكون من ستة أعداد في حين أن معظمهم يعملون كعمال يدويين. ولا ترضى العروس الغجرية إلا بما يقرب من الكمال. ففستان زفافها ينبغي أن يكون لافتا للنظر وقاصما للظهر في آن، ولذلك لا يمكن أن يكون مريحا على الإطلاق. ويتكون الفستان المرصع بالألماس من 24 طبقة تحتية وذيل طوله 6 أمتار وقد يصل وزنه إلى 20 كيلوغراما أو أكثر. وتحمل العروس الغجرية الندوب الناتجة عن ارتداء فستان زفافها كما لو كانت أوسمة شرف. وتقول ثيلما مادين، وهي أشهر مصممة لفساتين الزفاف للغجريات، إن تكلفة الفستان الواحد تتراوح بين 15 ألف إلى 50 ألف جنيه إسترليني(بين 90 ألف الى300 ألف ريال)، خاصة إذا تم تزيينه أيضا بفراشات ميكانيكية ترفرف بأجنحتها وبأضواء تكاد تخطف الأبصار. وفي زيجات الغجر تبدو وصيفات العروس كراقصات هزليات يبعث أداؤهن على الضحك والسخرية وهن يرتدين فساتين باللون الأحمر والوردي والمرجاني. وبما أن معظم الغجر ينتمون إلى اسر ممتدة كبيرة الحجم فمن المألوف أن تسير ما بين 12 إلى 22 وصيفة خلف العروس أثناء مراسم الزفاف. وعادة ما يكون فستان الوصيفة مطعما بالترتر والنجوم والقلوب . وتكتمل زينة الوصيفة بالتاج أو بعصابة رأس ضخمة أو بقبعة صغيرة. ويمكن أن تصل تكلفة فستان الوصيفة الواحدة إلى 20 ألف جنيه( 60 ألف ريال). عروس غجرية ومن خلفها وصيفاتها وينبغي أن تكون كعكة الزفاف كبيرة بما يكفي لملء العين قبل البطون. إنها كبيرة إلى حد أنها تكفي لتلطيخ سقف وجدران صالة الزفاف، ذلك أن من عادة الغجر أن يتقاذفوا بالكعك في مثل هذه المناسبات. وتفضل العروس الغجرية أن تكون كعكة زفافها على شاكلة قلاع «ديزني لاند» الشهيرة. ويتم تزيين الكعكة بالريش والجواهر والألعاب النارية. أما طبقات الزينة فإنها تأتي بالألوان التي تختارها العروس بنفسها. وتقول روث دانييل الطباخة في بريستول،» الغجر على استعداد لدفع أي شيء للحصول على مثل هذه الكعكة. بل أن الثمن قد يرتفع بازدياد تعقيد تصميمها بكل ما في ذلك من دعامات وطوابق متعددة.» ويصل ثمن الكعكة إلى 1000 جنيه إسترليني (6 آلاف ريال). تكلفة الحفل 180 ألفاً.. قيمة كعكة الزفاف 6 آلاف.. ماكياج العروس 12 ألفاً.. وهدية الاب لابنته العروس 150 ألف ريال ولا يتم توجيه دعوات رسمية لحضور الزيجات. وتكفي دعوية شفهية لأن يتقاطر الراغبون من سكان الحي الغجري إلى مكان الزفاف زرافات ووحدانا. ولذلك فإنه يتعذر على العروس معرفة عدد الضيوف المتوقع حضورهم حفل زفافها. ويقدم البوفيه الساخن كل شيء من اللازانيا إلى اللحوم الشهية إلى البيتزا. ويأتي كل شيء وسط تلال من البطاطس المقلية، بالإضافة إلى مختلف أنواع المشروبات. فستان العروس يتكون من 24 طبقة ومرصع بالألماس والفراشات والاضواء ويزن 20 كغم ويصل ثمنه إلى300 ألف وفي حين أن عدد الضيوف قد يصل إلى 300 فان والد العروس قد يتكبد حوالي 100 جنيه (600 ريال) مقابل إكرام كل واحد من هؤلاء الضيوف، ويتضمن هذا المبلغ تكلفة استئجار الصالة والمطربين. وعلى وجه الإجمال فإن تكلفة المادية للمأدبة يمكن أن تصل إلى 30 ألف جنيه ( 180 ألف ريال). وتعتبر مناسبات الأفراح الغجرية فرصة للعزاب لاصطياد زوجة المستقبل. ولابد أن تصل العروس إلى الكنيسة، حيث عقد القران، على الطريقة الغجرية. فمنذ أن آتت عارضة الأزياء الشهيرة كاتي برايس إلى حفل زفافها إلى المغني بيتر اندريه على متن عربة خيل زجاجية على طريقة سندريلا، فان أي عروس غجرية أصبحت لا ترضى إلا أن تزف بالمثل. وهناك الآن عدة نسخ من مركبة كاتي برايس معروضة للإيجار بواقع 1000 جنيه(6000 ريال) لليوم الواحد. وحتى الخيول التي تجرها لا بد من تزيينهما بأشرطة حريرية وبلافتات تحمل أسماءها. ويصل بقية أفراد العائلة إلى مكان الزفاف بمركبات تتراوح بين الليموزينات الفارهة إلى شاحنات مزينة بمختلف أنواع الزينة.ويستنزف تجميل العروس وإعدادها للزفاف الكثير من الوقت والمال وليترات من أصباغ التجميل. فستان الزفاف يضيء بألوان مختلفة وتبدأ العروس الغجرية جلسات تجميل بشرتها قبل أسابيع من موعد الزفاف للتأكد من أنها اكتسبت ذلك اللون البرتقالي البراق المائل للحمرة والذي تشتهر به العروسات من بنات مجتمعها. وإذا كان الفستان كبيرا كما، تقدم وصفه، فان الشعر لابد وأن يكون ضخما أيضا، ما يعنى وصله بخصلات صناعية تكلف مئات الجنيهات. وتكتمل زينة الشعر بتاج كريستالي قد يصل ثمنه إلى 1000 جنيه ( 6 آلاف ريال)، وبباقة زهور مطعمة بالمجوهرات قيمتها 200 جنيه ( 600 ريال) أما الماكياج فيتم على أيدي محترفين. وتكتمل زينة العروس برموش صناعية وأظافر من الاكريليك المطعم بالمجوهرات طولها ثلاث بوصات. تكاليف الزفاف تصل إلى مليون ريال.. ووالد العروس يتكفل بكافة النفقات وشهر العسل وشراء منزل الزوجية وعادة ما تبدأ الاستعدادات بتجميل الوجه (الفيشل) وتجربة عدة تصفيفات للشعر. وهنا أيضا لا مجال للبساطة. وكعادة الغجر فان الماكياج الأثقل هو الأفضل. ويمكن أن تصل تكلفة ماكياج العروس إلى 2000 جنيه ( 12 ألف ريال) وعلى النقيض ، فان التوقعات تنخفض كثيرا عندما يتعلق الأمر بزينة العريس الغجري حيث انه عادة ما يكتفي بارتداء بدلة أثناء حفل الاستقبال. وبما أن الزفاف هو أهم حدث في حياة أي عروس فان العروس الغجرية تحرص أيضا على تسجيل كل تفاصيله بدقة ولذلك فإنها تستأجر مصورين محترفين للقيام بهذه المهمة. ويمكن أن تصل تكلفة التصوير والمونتاج إلى 1250 جنيه ( 9500 ريال). وعلى الرغم من هذا الإنفاق المسرف على زيجات بناتهم فان بعض الآباء يقدمون هدايا باهظة الثمن للعروس والعريس وغالبا ما تكون في شكل كارافان ليؤسس فيه العروسان منزل الزوجية. وقد يصل ثمن الكارافان الواحد إلى 25 ألف جنيه( 150 ألف ريال) وأخيرا يستمتع العروسان السعيدان بشهر عسل فاخر في تركيا أو جزر الكناري بتكلفة قد تصل إلى 3000 جنيه (18 ألف ريال) ويخرج هذا المبلغ من جيب الأب والذي يبدو انه لا قرار له. وبالجملة فان تكلفة الزفاف التي يتحملها الأب قد تصل إلى 142 ألف جنيه (850 ألف ريال) او اكثر وهو مايقارب المليون ريال . ولكن ما مصير العروس بعد انتقالها إلى منزل الزوجية؟ كيف تعيش حياتها بعد كل هذا التبذير؟ وهل تتحقق لها السعادة في حياتها الجديدة؟ الإجابة على هذه الأسئلة وغيرها في الحلقة التالية. كعكة الزفاف تشبه قلاع ديزني