أعلن عدد من المثقفين تصديهم لأي حملات إثارة وتشويه تحاول استهداف صورة المملكة، أو تقاليدها الاجتماعية الراسخة التي تستمد قوتها من الشريعة السمحة، معتبرين أن الفتن التي تطل برأسها من آن لآخر في أشكال وأثواب مختلفة لا يمكن أن تجد من يعينها على البقاء، في ظل وعي المجتمع وإدراكه لما هو نافع وضار. وأفاد الكاتب بسام فتيني أنه لا شك أن الانصياع للقرارات السيادية للدولة أمر لا جدال فيه، والكل يؤكد أن حفظ أمن المملكة واجب على الجميع. وقال رئيس مجلس إدارة النادي الأدبي في منطقة حائل نايف بن مهيلب المهيلب أن أهمية المؤسسة الثقافية تأتي لتمحيص الشائعات والحملات المغرضة وثقافة المقاومة لتلك الحملات بألا تكون بالمقارعة والمنازلة وإنما بالحوار الهادف وتقديم الحجج والبراهين لتكون مقبولة ومقنعة وفي مستوى الطموحات والآمال. وأضاف «النادي الأدبي عليه مسؤولية كبرى تجاه الوطن والمواطنين من خلال منبره الثقافي في إقامة ورش العمل واستقطاب الكفاءات التي تحمل هاجس الوطن وتفعيل المسابقات والندوات التي تلامس قضية التشويه وتكشف خطايا خفايا وأبعاد تلك الإساءات والوقوف على تبعاتها وتقديم الحلول المناسبة لها وإيجاد قنوات اتصال مع القنوات المختصة لتفعيل تلك التوصيات حتى تكون المؤسسة الثقافية مع الجهات الأخرى الحلقة التي لا يعرف أين طرفها». وأبان نائب رئيس النادي الأدبي بحائل رشيد الصقري أن المؤسسات الثقافية والإعلامية عليها الدور الأكبر في عملية التصدي للحملات التي تشوه صورة المملكة لأغراض مبطنة الهدف منها زعزعة الاستقرار الداخلي، حيث إن الصورة التي اكتسبتها المملكة مشرقة لا تحجبها أقلام وأفواه حاقدة، مطالبا بعدم الانجراف وراء الشعارات الزائفة والأفكار المشوهة. وترى الدكتورة الجوهرة الجميل أن الإعلام له دور كبير في تنوير الفكر الاجتماعي والشبابي على وجه الخصوص وسط زخم التقنيات الحديثة ونظم الاتصالات وانتشار التواصل الاجتماعي والاهتمام به وسرعة تبادل المعلومات بشكل مذهل، واضعة على عاتقه حماية أفكار الشباب وأفراد المجتمع عامة من الحملات المغرضة والموجهة لتشويه المجتمع السعودي. وذكرت أن المجتمع العربي أصيل بعاداته وتقاليده وعقيدته وما حباه الله به من فضائل، ولكن بعض ضعاف النفوس يريدون تفكيك المجتمعات بإطلاق الشائعات، لشغل الناس عن برامج التنمية والعمل الجاد في وقت نشط الكثيرون على امتصاص خيرات هذا البلد الذي فتح أذراعه للجميع بحب وكرم وسخاء. ومضت «يجب أن نحكم السيطرة على هذه البلبلة والفتن، ويجب الانتباه لهؤلاء المطبلين والمزمرين خلف فقاعات جوفاء وخلف نوازع عدوانية مغرضة، ويتنبه أبناؤنا وبناتنا لتلك الأهداف الهدامة، ويتكاتف الجميع للتصدى جميعا بيد واحدة ضد كل شائعة وبلبلة توثر في مجتمعنا ومملكتنا مملكة الإنسانية، وهي لا شك مسؤولية جماعية وواجب على كل مواطن مخلص وفرد مسلم أن يعزز مكانة بلده ويحافظ على أمنها بقوة الكلمة والحوار والتصدي بالمنطق والحكمة». وذكر الإعلامي علي حمود العريفي أن دور الإعلام والمؤسسات الثقافية في التصدي لكل ما يسيء لشكل أو ينال من مظهر اجتماعي داخل المملكة، دور رئيسي ويتلخص في بناء الفرد وتوجيه المجتمع وتنويره عما يحاك ضد المملكة من إساءة، وتأصيل ثقافة الانتماء والولاء للأرض ومخزونها الثقافي والحضاري والتاريخي والاعتزاز بقيمها الإسلامية السمحة التي تنشر العدل والتسامح والتعايش مع الآخر أيا كان ومهما كانت ثقافته والعمل وفق التعددية الفكرية ونشر ثقافة الحوار ونشره بين فئات المجتمع والانفتاح علي الثقافات الأخرى، فضلا عن أهمية توعية الشباب في التصدي لهذه الممارسات غير المسؤولة، بالإضافة للتصدي لأي ثقافة من شانها إثارة الفتنة الطائفية والفكرية والتفرقة والتمييز وتعزيز التلاحم والتكاتف في المجتمع السعودي وتعزيز الوحدة الوطنية. وقال مدير محطة تلفزيون القصيم أحمد الصقعوب: هناك العديد ممن يطلق عليهم خفافيش الظلام يريدون تنفيذ أهواء شخصية ويتجاهلون علماء وعقلاء الأمة مقابل أهداف مخالفة للصالح العام وتدعو لمفسدة عظيمة وتتسبب بخلق البلبلة وخلخلة الأمن الذي تنعم به المملكة، مبينا أن البعض يحاول الفتنة بتمرير الكثير من أشكال التضليل، لكن الشعب الواعي يعرف كيف يفوت الفرصة على كل من يتربص بوطنه وأمنه وسلامة أبنائه ووحدة شعبه. وقالت هداية درويش إن الانسياق وراء دعوات هنا وهناك ليس مقبولا ويجب ألا ننساق وراءها تجنبا للوقوع في مشاكل تنال من المجتمع وأمنه وسلامته. وانتقدت ملحة عبدالله محاولات النيل من أنظمة البلاد التي وضعت لحماية الشعب السعودي المعروف بقيمه وأخلاقه مؤكدة انها التفاف على الواقع ومحاولة ليس لها معنى، ويجب على الجميع في البداية الالتزام بالقوانين والأنظمة لتفويت الفرصة على المتربصين بالبلاد. واعتبرت الكاتبة والناشطة الحقوقية مها عقيل أنه يجب عدم إفساح المجال لمن يريدون إثارة الفتنة لأنها تقسم المجتمع.