في كل عام وعلى مدى 25 عاماً كانت تحلم الحاجة زينب بالقدوم إلى مكةالمكرمة لأداء مناسك الحج، ولكن قلة ما باليد كان تحول دائماً تحقيق حلمها الكبير بالوقوف في يوم عرفة مع ملايين المسلمين، ولم تستسلم زينب لحلم حياتها بل كانت تجمع كل قرش على مدى سنوات للظفر بحجة مباركة وهو ما تحقق هذا العام. وتروي زينب ل«عكاظ» الحاجة زينب (80 عاماً) تفاصيل قدومها إلى البلد الحرام بالقول «ظللت طوال 25 عاما أعمل في الزراعة أدخر ما أتقاضاه من بيع المحصول وعاهدت نفسي أن لا أتصرف في المبلغ الذي أدخره مهما كانت الظروف وبعد جهد وكفاح ومعاناة طويلة استمرت هذه الفترة قمت بجمع ما ادخرت لا بدأ في تحديد تكاليف إجراءات السفر إلى الأراضي المقدسة لإداء مناسك الحج، ولكن كنت أواجه صدمة كبرى في كل مرة لأن المبلغ الذي كنت أدخره لا يكفي الأمر الذي جعلي اضطر لبيع «بقرتين» كنت استخدمهما في نقل المحاصيل وحرث الارض». واضافت «لم يبق لي من العمر مثل ما مضى، صليت الاستخارة قبل أن أقوم ببيعهما وتوكلت على الله لأ تمكن في هذا العام من الحج وتحقيق أمنيتي التي انتظرت لتحقيقها طوال 25 عاما». وأردفت «أنا سعيدة جداً لوجودي في المشاعر المقدسة ومكةالمكرمة، مبينة أن مكةالمكرمة تختلف تماماً عما أختزله في مخيلتي، فهي في الواقع رائعة ولها هيبة لا يقوى أحد على مواجهتها وتشعرك بالراحة والاطمئنان والسكينة تهوى لها القلوب وتستقر بها الأنفس»، وختم بالقول «لو الأمر بيدي لما غادرت هذه الأراضي المقدسة ولكن أبنائي في انتظاري، ويعلم الله أن اشتياقي لأبنائي لا يصل إلى ما سيصل بي من اشتياق حين أغادر مكةالمكرمة شرفها الله».