أجمع المشاركون في ندوة «عكاظ» في المشاعر المقدسة، أن كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، التي ألقاها سمو ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز، قد شخصت واقع الأمة ووضعت انطلاقة لحلول تلك المشكلات، وطالبوا بتفعيل مركز الحوار بين المذاهب الإسلامية الذي سبق أن أعلن عنه خادم الحرمين الشريفين، خاصة أن حلول مشكلات الأمة ومواجهة تحديات أعدائها يكون بالحوار الإسلامي الإسلامي. وأوضحوا أن سعي خادم الحرمين الشريفين لإصلاح أمر المسلمين وخشيته من الفرقة والشتات، هو تأكيد لقناعته بأهمية التسامح والحوار بين أبناء الأمة، وهو المدخل لبناء الوحدة والتضامن الإسلامي، من أجل كلمة سواء. وبينوا أن كلمات الملك عبدالله في تأكيده «إننا أمة لا تقبل المساومة على دينها أو أخلاقها أو قيمها، ولا تسمح لكائن من كان أن يمس سيادة أوطانها، أو التدخل في شؤونها الداخلية أو الخارجية»، يؤكد أن الانفتاح على العالم لا يعني التخلي عن قيم وثوابت الدين الإسلامي التي جاء بها القرآن الكريم والسنة النبوية، وكما أننا كأمة إسلامية لا تتدخل في شؤون الغير فإنه لا يسمح للآخر أيا كان التدخل في الشؤون الداخلية لنا، وهو ما يؤكده الملك عبدالله أننا «أمة سلامتها من سلامة دينها وأوطانها، وتعاملها مع الآخر الند للند»، موضحين أن الاحترام بين الأمم والدول يكون مدخلا للصداقة وفق المصالح والمنافع المشتركة، مع رفض سطوة التسلط والغرور، وهو ما أكده خادم الحرمين الشريفين في منى وتؤكده المملكة بشكل مستمر في كل مناسبة، لما لها من وزن وثقل عالميا وإسلاميا. وأشار المشاركون في ندوة «عكاظ» في منى، إلى أن المملكة تحملت مسؤوليات كبرى في خدمة الإسلام والمسلمين، وجمع كلمة الأمة الإسلامية، وحدة الصف، وأعمالها تسير بالتسامح والسلام والمبادئ والقيم الإنسانية، ولذلك فإن خادم الحرمين الشريفين يؤكد من منى أن هموم الأمة واحدة وآمالها مشتركة ولا عز لها ولا تمكين إلا في التمسك بالعقيدة واستنهاض القيم الأخلاقية التي أمر بها الله تعالى. وأوضحوا أن كلمة خادم الحرمين الشريفين تؤكد أن علينا كمسلمين أن نعيش في سلام ومساواة وأخوة وتعاون وحرية، وأن نقضي على الصراعات، وصفاء النفس من أدران الأحقاد والضغائن، والابتعاد عن الفرقة والشتات، خاصة أننا بعد انتهاء مؤتمر الوحدة الإسلامية موسم الحج فإننا نحتاج لمثل تلك القيم التي دعا إليها خادم الحرمين الشريفين في خطابه أمام رؤساء الوفود الإسلامية من منى، كما علينا أن نعيد المعاني الكبيرة والقيم النبيلة التي يجب ألا تغيب عن حياتنا مع تقلبات العصر وتغيرات الزمن وتجدد الظروف. وبينوا أن الفتن والفرقة تضعف التعاون والتقارب بين أبناء الأمة الإسلامية، فالله تعالى أوجب على كل مسلم احترام حقوق الغير وأحاسيسه ومشاعره، فلا يجوز لمسلم أن يحقر أخاه فيسبب ذلك الخصام والنزاع والفرقة والقتال. ورأوا أن الطريق لوحدة الصف وجمع الكلمة هو سد باب الفرقة والنفرة بين أبناء الأمة الإسلامية، وأن تلك المسؤولية لا تتوقف عند عمل المسلم مفردا في ذلك، بل يجب على الأمة الإسلامية اتخاذ خطوات في إبعاد النزاع والصراع بين أبناء الأمة، وهي مهمة ملزمة لجميع المسلمين. وطالب المشاركون في ندوة «عكاظ» بأن على المصلحين معرفة أسباب النزاع لإيجاد الحلول المناسبة لها للوصول إلى جمع كلمة الأمة، وتأصيل معاني الأخوة، وتعميق المبادئ والقيم، تحقيقا لقول الله تعالى (إن هذه أمتكم أمة واحدة). المشاركون في الندوة: شارك في الندوة عدد من العلماء والمفكرين والمثقفين والأدباء المتواجدين حاليا في منى، وهم: الدكتور على مغاتكاداو اماكو (الحاكم العام التنفيذي لولاية ساكتو النيجيرية)، والدكتور جعفر عبدالسلام (الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية) والدكتور سعيد متعب كردم (أستاذ في كلية الشريعة وأصول الدين في جامعة الملك خالد بأبها)، والدكتور عبدالستار الهيتي (الأستاذ في جامعة البحرين)، والمفكر جمال سلطان (رئيس مجلس إدارة جريدة المصريون ورئيس تحريرها)، والدكتور حكمت أوزمير (مدير جامعة السلطان محمد الفاتح في تركيا)، والدكتور أوزجان حضر (أستاذ علوم الاستشراق وعميد كلية الدراسات الإسلامية في هولندا)، والدكتور حسن كلوك بولوت (أستاذ العلاقات الخارجية في تركيا).