بين زحام الحجيج وارتفاع أصواتهم بالتكبير أو أصوات الحصى عند رميها على الشاخص في الجمرات، تتعالى أصوات الأطفال بأجسادهم الغضة وهم يستميتون للوصول للشاخص وقذفه بالحصى اتباعا لسنة النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يسلم هؤلاء الأطفال أنفسهم للراحة بل تحملوا المشقة وأصروا على رمي الجمار في صورة تكرس معنى التربية على الشعائر الدينية في الحج، فيما بدأ البعض منهم يكابر حتى يتسنى له تقليد ذويه وعائلته مكبرا معهم وملبيا، فيما اكتفى عدد منهم بالرمي من منطقة بعيدة خوفا من الزحام الطفيف الذي يحدث بشكل اعتيادي، وبين هذا كله تجد آباء الأطفال وهم يحملون أبناءهم الصغار على عاتقهم وظهورهم ويعلمونهم سنة النبي وهديه صلى الله عليه وسلم في قذف الشاخص. صور التقطتها عدسة «عكاظ» لمجموعة من الأطفال وهم يلبون مكبرين بين جموع الحجيج ويزاحمونهم بغية الأجر، كما تربوا عليه من قبل آبائهم، وفي صورة رائعة حمل أحد رجال الطوارئ أحد الأطفال وهو يتوشح بإحرامه الصغير إلى السلم المخصص لهم بجانب الشاخص في الجمرة الكبرى وأخذ يرمي من ارتفاع بعيد عن صخب المكان الذي بدأ أكثر انسيابية بعد المشاريع التي نفذتها حكومة خادم الحرمين الشريفين، كما رصدت عدسة «عكاظ» أحد الأطفال الذي كان يبتسم وهو يرمي بالحصى على الشاخص في صورة توحي للتنظيم وعدم التدافع في الجمرات.