إن الله رحمة منه وفضلاً قد يسر على الناس أمر دينهم ورفع عنهم الحرج قال تعالى {وما جعل عليكم في الدين من حرج} وقال تعالى {يريد الله أن يخفف عنكم} وقال تعالى {يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر} وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا». إن هذه الآيات الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة ومقاصد الشرع التي نظر إليها العلماء - رحمهم الله تعالى - وأوضحوا فيها مرادات الله ورسوله حسبما يظهر لهم من النصوص تجعل المسلمين يأخذون بالرخص التي جعلها الله لهم فسحة إذا ضاقت بهم الأمور أو لحقتهم مشقة وحرج. وفي الحج كانت اجابات رسول الله صلى الله وآله وصحبه وسلم يوم العاشر من ذي الحج وهو الزحام في الحج لكل من سأله عن تقديم أو تأخير أن يقول له أفعل ولا حرج وفي هذه السنوات التي تضاعفت فيها أعداد الحجيج لا يسع الناس سوى اللجوء إلى ما رخص لهم فيه فالحاج يستطيع بعد مبيته بمزدلفة أن ينصرف إلى منى ليرمي جمرة العقبة ويحلل ويستطيع أن يذهب إلى مكةالمكرمة ويطوف طواف الافاضة ويسعى (أن لم يكن قد سعى) ثم يتحلل ويعود إلى منى ليرمي جمرة العقبة ويتم بقية أعمال الحج من المبيت والرمي. وانطلاقاً من هذه الرخصة فقد وجهت وزارة الحج عدداً من الحجاج بالذهاب من مزدلفة إلى مكةالمكرمة يتحللوا بالطواف والسعي والحلق وهذا من العوامل المساعدة التي تخفف الزحام يوم العاشر وقت الذروة في منى وأيضاً تخفف من الزحام في الطواف بالنسبة للحجاج الذين توجهوا إلى مكةالمكرمة يوم العاشر بعد أن يكونوا قد رموا جمرة العقبة. إن وزارة الحج تدعو حجاج بيت الله الحرام إلى الابتعاد عن كل ما من شأنه لحوق الحرج بهم واللجوء إلى ما جعل الله لهم منه رخصة سواء ما يكون فيه تقديم أو تأخير من أعمال أيام منى تيسيراً لهم ومنعاً لالحاق الاذى بأخوانهم الحجاج. كما تدعو وزارة الحج الحجاج وهم يرمون جمرة العقبة أيام العاشر والجمار الثلاث أيام التشريق أن لا يحملوا معهم أطفالهم الصغار وان لا يحملوا في أيديهم أو على ظهورهم شيئاً من أمتعتهم التي تعوقهم في سيرهم وربما سقطوا على الأرض بسببها فيلحقون الاذى بأنفسهم وبالحجاج الآخرين. كما تدعو كبار السن والمرضى الذين أباح لهم الشرع الشريف أن ينيبوا ويوكلوا من يرمي عنهم الجمرات. لقد قامت وزارة الحج والجهات ذات العلاقة بدراسات مكثفة يتحقق بها - باذن الله تعالى - أن يؤدي الحجاج حجهم في يسر وسهولة انطلاقاً من التوجيهات الكريمة ومن الاهتمام البالغ من قبل ولاة الأمر - حفظهم الله تعالى - وأصدرت الارشادات يستفيد منها الحجاج وهم يؤدون حجهم، آملين الاهتمام بتنفيذ هذه الارشادات التي تحملها المطويات واللوحات المشاهدة من قبل الحجاج والتي كتبت بلغاتهم. راجين من الله تعالى أن يتقبل من الحجاج حجهم وأن يجعله حجاً مبروراً وسعياً مشكوراً. حاتم حسن قاضي وكيل وزارة الحج