في الوقت الذي تزدادن الكعبة المشرفة اليوم بكسوة جديدة فاقت تكلفتها 22 مليون ريال في مراسم تشارك فيها أسرة آل الشيبي والرئاسة العامة لشؤون الحرمين الشريفين، حسم كبير سدنة البيت الحرام وحامل مفتاح الكعبة المشرفة الشيخ عبدالقادر الشيبي اللغط الذي أثير حول مفتاح الكعبة، بعبارة مختصرة اكتفى بقولها ل «عكاظ» أمس: «ما جرى كذب وافتراء وزوابع مغردين لا صحة لها»، موضحا أن علاقة أسرته مع الرئاسة علاقة تكاملية وقوية. ورفع الشيخ عبدالقادر الشيبي شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين على ما يبذله من رعاية كريمة بالحرمين الشريفين، وقال ل«عكاظ»: «نيابة عن أسرة الشيبي أشكر الحكومة المباركة على مواقفها المشرفة في رعاية الحرمين الشريفين والاهتمام الكبير». وزاد الشيبي: «في هذا اليوم لا تفتح الكعبة بل تغير الكسوة فقط في مدة تمتد لست ساعات تنطلق من الفجر وحتى الظهر، نشارك فيها شرفيا فيما تعمل طواقم فنية تابعة لمصنع الكسوة على تنفيذ هذه المهمة، بعدها نتسلم جزءا من الثوب القديم». وعن وصف الكعبة من الداخل يقول الشيخ عبدالعزيز الشيبي: «هي أرض عادية وبها ثلاثة أعمدة وسقف، وفي السابق كان هناك من يقدم هدايا للكعبة ممثلة في أباريق وسطول من النحاس والفضة وكانت تستخدم للغسيل وتباع إن كانت هناك حاجة لإصلاح شيء بالكعبة، لكن الآن وفي عهد حكومتنا الرشيدة أصبحت عملية إصلاح وترميم الكعبة المشرفة تحظى باهتمام الدولة ولم تعد هناك حاجة لمثل هذه الهدايا». وفيما يتعلق بعملية استبدال ثوب الكعبة المشرفة يقول الشيبي: «كانت عملية تغيير ثوب الكعبة المشرفة تبدأ في اليوم السابع من ذي الحجة، حيث نتسلم الثوب ونحمله إلى الحصوة ونبدأ عملية تشبيك أطرافها ثم لفها ونضعها في اليوم الثامن من ذي الحجة على سطح الكعبة لنبدأ في اليوم التاسع عملية إنزال الثوب الجديد ونخرط الثوب القديم ونبدأ عملية خياطة البقش التي تستمر عادة حتى اليوم العاشر أو الثاني عشر من شهر محرم وهو ما يعني أن عملية استبدال الثوب تستمر لمدة شهر تقريباً وكان معظم أفراد الأسرة يشاركون في عملية استبدال الثوب إضافة إلى عدد من المتطوعين للعمل والعمال الذين يعملون معنا». وعن أسرة الشيبي قال: «أسرتنا يصل عددهم حاليا قرابة 400 شخص ويطلق عليهم سدنة الكعبة وهم الذين أعاد إليهم الرسول صلى الله عليه وسلم مفتاح الكعبة بعد فتح مكة تنفيذا لأمر الله.. وخاطبهم صلوات الله وسلامه عليه في حديثه الشريف: (خذوها يابني طلحة بأمانة الله وأعملوا فيها بالمعروف.. خالدة تالدة لا ينزعها منكم إلا ظالم)، ويعود أصل السدانة إلى أسرة بني شيبة من العهد الجاهلي وحتى عهد الرسول صلى الله عليه وسلم يتوارثها الأكبر فالأكبر سناً، وتنتقل من شخص إلى آخر بالتوارث إذ ينتقل مفتاح الكعبة المشرفة إليه مباشرة ولا يشترط أن يكون السادن هو ابن السادن السابق فمن الممكن أن يذهب المفتاح إلى ابن العم وهكذا فالسن هو الذي يحدد السادن. وبين سادن الكعبة المشرفة أنهم في عهد الملك فيصل بن عبدالعزيز - يرحمه الله - وبعد أن تم وضع مقام سيدنا إبراهيم في شكله الجديد استدعى الملك فيصل -يرحمه الله- الشيخ أمين -يرحمه الله - الذي كان سادناً للكعبة المشرفة ومنحه مفتاح المقام. وعن دورهم في خدمة مقام سيدنا إبراهيم عليه السلام يقول الشيخ الشيبي: نتولى عملية تنظيف المقام وتبخيره وعادة ما يكون فتح باب مقام إبراهيم محددا للتنظيف فقط.