نجحت الطلعات الجوية للطيران العمودي أمس في إفشال تسلل عدد من المخالفين، حاولوا الدخول إلى المشاعر المقدسة، بالتسلل عبر منافذ جبلية وأودية، بعد الالتفاف على المنافذ الرسمية، للهروب من رجال الأمن. وساهم تمرير المعلومات من ارتفاع يزيد عن ألفي قدم في وصول رجال الأمن، إلى المتسللين، في وقت قياسي. وأقلعت الطائرة من مهبط مطار عرفات بالمغمس بمكةالمكرمة في تمام الساعة الثانية ظهرا، حيث شملت رحلات الاستطلاع كافة المسالك الترابية التي يسلكها في العادة الحجاج غير النظاميين، بالإضافة إلى المنافذ التي شملت البهيتة بالسيل الكبير ومنفذ التنعيم ومركز الضيق المجاور له ومنفذ الجموم ومنفذ الشميسي، ومنفذ الكر قرابة الساعة والنصف. وقاد رحلات الاستطلاع العقيد عبدالله ناصر المحترش نائب قائد مرور مشعر عرفات، والنقيب جمعان الغامدي مساعد ركن الإعلام بالمتابعة الجوية بمكة، وكابتن الطائرة رائد طيار سلمان القحطاني، ومساعده النقيب طيار فهد الحارثي، والرقيب أول خلف الطويرقي. في البداية انطلقت رحلة الاستطلاع الأولى على منفذ البهيتة والمنافذ الترابية القريبة منه، حيث لم يتم رصد أي حركة للمتسللين بسبب كثافة رجال وسيارات الأمن المنتشرة بتلك المنافذ الترابية، ولوحظ خلال رحلة الاستطلاع انسيابية الحركة المرورية بمنفذ مركز البهيتة الرئيسي ويرجع ذلك إلى كثرة المسارات التي أنشئت، فيما تم إبعاد سير الشاحنات عن تلك المسارات، والتي توجهت صوب مسار آخر بديل تم إنشاؤه خصيصا لها. وبعد رحلة الاستطلاع الأولى من على منفذ البهيتة والمنافذ الترابية التي يسلكها الحجاج غير النظاميين، انطلقت الطائرة إلى منفذ التنعيم ومركز الضيق المجاور له، حيث التقطت عدسة «عكاظ» الكثير من الحجاج غير النظامين من رجال ونساء وأطفال حاولوا التسلل عبر الجبال وبعض الأودية، للوصول إلى المشاعر المقدسة، إلا أن تمرير المعلومة من على ارتفاع ألفي قدم، ساهم في تصدي رجال الأمن لهم وتواجدهم بكثافة، ومنعهم من الدخول في ظل مخالفتهم لأنظمة «لا حج بلا تصريح». وشملت الرحلة الاستطلاعية الثالثة زيارة مركز الجموم، حيث رصدت خلالها انسيابية الحركة المرورية للمركبات وبتواجد أمني مكثف كان سببا في اختفاء الحجاج المتسللين، حيث لم يتم رصد أي حالة تسلل لأي حاج غير نظامي. وفي رحلة الاستطلاع الرابعة حلقت الطائرة من على منفذ الشميسي ولمدة ربع ساعة، فكشفت حجاجا غير نظاميين متسللين، وقد بدا عليهم محاولة الدخول عبر سفوح الجبال وبطون الأودية، بعد تخطي المنفذ. وفي رحلة الاستطلاع الخامسة ما قبل الأخيرة تم التحليق على متن الطائرة ولمدة تجاوزت العشر دقائق على منفذ الكر والمنافذ الترابية القريبة منه الذي لم يلاحظ به أي حركة للمتسللين، ولوحظ به كثافة عالية وتواجد أمني من بعض الجهات الأمنية التي كانت سببا في اختفاء المتسللين غير النظامين. واختتمت الطائرة رحلتها الاستطلاعية السادسة والأخيرة على مشعر عرفات، حيث رصدت عدسة «عكاظ» مدى الانتشار الأمني، وانتشار بعض الجهات الحكومية التي تعمل على جاهزية المشعر لاستقبال ضيوف الرحمن، والعمل على راحتهم وأداء النسك بأريحية ودون عناء، لتعود الطائرة أدراجها بعد الرحلات الست، وتهبط في مهبط عرفات في تمام الساعة الثالثة والنصف معلنا قائدها الوصول. Vمن جهته أكد ل«عكاظ» ركن الإعلام بالمتابعة الجوية المقدم خالد بن محمد أبا الخيل، ومساعده النقيب جمعان الغامدي أن هناك تواجدا ومتابعة أمنية مستمرين من قبل رحلات المتابعة الجوية، والتي لاحظت خلال هذا الرحلة غياب تسلل الحجاج غير النظاميين في غالبية المنافذ، عدا مركز الضيق المجاور لمنفذ التنعيم ومنفذ الشميسي. وأوضح قائد المتابعة الجوية العقيد شعيل الشعيل أن هناك رحلات جوية منسقة بين طيران الأمن العام والقوات الجوية تفوق ال 100 رحلة تشمل جميع المنافذ والمشاعر المقدسة ومكةالمكرمة لمتابعة حركة الحجيج، مشددا على تنفيذ نظام «لا حج بدون تصريح»، ومن يخالف الأنظمة سوف تطبق بحقه العقوبات المستحقة بسبب مخالفته للنظام.