في حدود الساعة الخامسة والنصف مساءَ أمس، ومن قاعدة "طيران الأمن" بالمغمس الواقعة شمال مكة ما بين "الشرائع وعرفات"، حلقت "الوطن" على متن رحلة جوية استطلاعية، لرصد "إنسيابية حركة المعتمرين" من ارتفاع 2500 قدم في بيت الله المعظم "المسجد الحرام"، والمنفذ الحدودي "الشميسي"، الذي يربط جدة بالعاصمة المقدسة. انطلقت الرحلة في وجهتها الأولى متجة صوب المسجد الحرام، على متن طائرة عمودية خاصة من نوع (s92)، قادنا فيها الرائد طيار محمد بن صالح الحربي، ومساعده النقيب طيار محمد الدوسري، لتتضح بعد قليل من الإقلاع معالم "البيت المعظم"، حيث رصدنا انسيابية مدهشة لحركة المعتمرين، وجموع الطائفين حول "الكعبة المشرفة" في لوحة بانورامية في هوى مكةالمكرمة، متمثلة أبيات الشاعر محمد رفعت زنجير التي يقول فيها " قلبي يذوب إليك من تحنانه ** ويهيم شوقاً في رباك ويخضع". كانت رحلة الطائرة دائرية تتماشى مع حركة سير الطواف التي تسير بانسيابية كبيرة، ارتسمت ملامحها على منظر نافذة الطائرة، وامترج الحديث داخل كابينة الطائرة بين جمالية المنظر وجمالية العبادة، التي رسمها الصائمون في أقدس بقعة على وجه الأرض، فالمنظر الجوي كان فاصلاً بامتياز في رؤية تلك الأجواء الرمضانية. المصورون من خلال فلاشاتهم كانوا يقومون بأكثر من عمليات التوثيق، التي رصدوا فيها التطور والتوسع الكبيرين اللذين حصلا في المسجد الحرام تحت عنوان أبرز هو "مسارات الحركة الانسيابية". أما خارج نطاق المسجد الحرام، فرصدت "الوطن" القادمين من كل شارع في منظر مهيب للمتجهين للصلاة والإفطار في البيت الحرام، كل منهم يحمل بين جوانحه "حاجات من رب الأرض والسماء". وقبل التهيؤ للإفطار بلحظات، اتجهت بنا الطائرة نحو منفذ الشميسي، فكانت حركة دخول السيارات إلى العاصمة المقدسة هي الأخرى "انسيابية"، ليؤذن بعدها لصلاة المغرب ونحن على علو 2500 قدم.