تحركت البائعات لترتيب وتنظيف سوق النساء في أبا السعود غربي منطقة نجران، لاقتسام كعكة عيد الأضحى المبارك، في محاولة منهن لمزاولة نشاطهن في المناسبة السعيدة، من خلال السوق الذي يشكو الإهمال. وإذا كانت المحال التجارية الكبيرة تزين الواجهات باللوحات الدعائية بصورة حديثة ومدروسة، فإن المسنات في سوق النساء لا يتجاوزن تنظيف واجهات بسطاتهن ورشها بالماء لتفادي تطاير الأتربة، وتقول أم علي التي تجاوزت السبعين من عمرها «ننتظر الرزق من الله سبحانه وتعالى، ولن نزاحم المتاجر، إلا أن لنا زبائن معروفين ننتظر مجيئهم لشراء متطلبات العيد من البخور والحناء وبعض المستلزمات ذات الجودة العالية التي لا توجد في المحال الكبيرة»، وأشارت إلى أن استعدادها وترويجها لبضاعتها لا يتجاوز «الكنس»، أي تنظيف واجهة بسطتها، ومد قطعة بلاستيكية كغطاء لا يتجاوز المترين لشد انتباه الزوار، وأضافت أنها تخجل أحيانا من سوء السوق الذي لم يجد الاهتمام من الجهات المختصة. من جانبها قالت البائعة أم خالد، إن بضاعتها ستسوق لأنها تعدها وفق متطلبات زبائنها المعروفين، مشيرة إلى أن غالبية المبيعات لا تتجاوز الحناء والمطارح والسفر الشعبية وبعض مستلزمات العيد التي تقدم من خلالها الحلويات والمكسرات، وقالت «نحمد الله أن كثيرين بدأوا يعودون إلى الماضي الأمر الذي ساعدنا على تسويق بضائعنا المتواضعة»، وبينت أن وضع السوق المتردي أسهم في إحجام الكثيرين عن زيارته والتسوق من خلاله. من جهة أخرى أوضحت أم محمد التي تعول أسرة كبيرة بعد وفاة زوجها، أنها تعتمد بعد الله سبحانه وتعالى على مدخول بسطتها المتواضعة، وقالت إنها تنتظر زبائنها على أحر من الجمر، وأبدت تخوفها من غيابهم وبالتالي انخفاض نسبة مبيعاتها، وقالت «ليس باليد حيلة ولا ندري كيف نجذب الزوار لأن إمكانياتنا متواضعة، ووضع السوق لا يشجع على التسوق»، وطالبت الجهات المسؤولة عن السوق مثل الأمانة وهيئة السياحة بإعادة النظر في ترتيب أوضاعه والاهتمام به، لأن مداخيل النساء تأثرت كثيرا، ويعتمدن في حياتهن على بسطاتهن المتواضعة.