تجتذب الماركات المشهورة النساء من كافة الأعمار وأصبحت شنط اليد، الساعات، الإكسسوارت والأزياء وسيلة للتفاخر بينهن، وأدى التهافت على الماركات حتى وإن كانت مقلدة إلى سحب البساط من تحت أقدام البسطات الشعبية التي تجلس خلفها نساء أرامل ومسنات يبحثن عن القوت اليومي. وكشفت بائعات في سوق البسطات بجدة معاناتهن من الركود الذي لم يسبق له مثيل حيث أن النساء بدأن يعزفن عن شراء مقتنياتهن الخاصة من الأسواق الشعبية وبالتحديد سوق البسطات النسائي ويتجهن إلى الماركات العالمية والمراكز التجارية التي تلاحق الموضة. وفي هذا السياق قالت أم محمد أرملة وتعول عددا من الأيتام «اعمل في سوق البسطات منذ أكثر من 30 عاما وكان دخلي جيدا وحاربت فقري طوال تلك الفترة والآن أعاني من الركود بسبب قلة الزبائن، الأمر الذي جعل دخلي يتضاءل بنسبة 90% وأعاني من سد عوز أسرتي من كهرباء ومأكل وملبس». وأضافت أنه مع العد التنازلي لاطلالة شهر رمضان فإنها كانت تتوقع أن تشهد البسطات النسائية تحركا في عمليات البيع ولكن بقي الحال كما هو. وأضافت أن بسطتها تتضمن مواد عطرية وورودا مجففة ومعمول البخور والعود والزعفران والديرم والحناء وبعض الزيوت والأعشاب الخاصة بالنساء، إضافة إلى بعض الطرح المطرزة يدويا وتشكيلات من الجلابيات التراثية وشراشف الصلاة والسجادات الشعبية والسبح وبعض الإكسسوارات النسائية البسيطة إضافة إلى العباءات التي تخلو من الزينة والبراقع والنقابات. وترى أم سعود (مطلقة) وتعول أكثر من سبعة أشخاص أنها تعاني الفقر والعوز بسبب عزوف الزبائن عن بضاعتها، لافتة إلى أنها ليس لديها مهنة أخرى سوى تجميع البخور وبيع المقتنيات النسائية التراثية وأن ذوق الصغيرات يخالف بضائع البسطات وقالت في ذلك «رحم الله نساء الأمس كن لايكتفين بزيارتنا بل يتواصلن معنا في منازلنا للحجز وكنا نربح في شهر رمضان بالتحديد أضعاف ما نربحه طوال العام». ولكن الآن نادر مانجد سيدة ترتدي الطرحه والجلابية التراثية، حتى الحناء والديرم بات شيئا قديما ونادرا ومستحضرا غير عصري وحلت مكانه الصبغات والماركات العالمية، حيث لم تعد أعشابنا العطرية ومعمول البخور والصندل يناسب المرأة في الوقت الراهن. سلع متواضعة تقول فاطمة التي تمتهن البيع خلف بسطتها بحسرة «الآن أترقب أي سيدة للشراء من بسطاتنا المتواضعة والرخيصة ورغم أن السلع التي نتعامل فيها رخيصة إلا أن الزبائن انفضوا من حول البسطات النسائية والتي كانت في الماضي لها رونقها».