«عكاظ» كانت حلما وطموحا ومكانة تحققت بتوفيق من الله على يد أحمد عبد الغفور عطار أيام صحافة الأفراد، ونضجت وانتشرت برئاسة عبد الله خياط لها وقد أضحت الصحافة مؤسسات. كانت «عكاظ» عبد الله خياط و «مدينة» محمد صلاح الدين المدرستان التي تخرج منهما جيل من الصحفيين الذين أثروا الساحة وما زالوا.. هاشم عبده هاشم، أحمد محمد محمود، سباعي عثمان، علي حسون، علي مدهش، عبد العزيز النهاري، حامد عباس، علي الشدي، محمد عبدالواحد، وغيرهم. خفتت «عكاظ» بعد عبد الله خياط وأصبحت «دمعة على خد الزمن»! انتشلها من وهدتها علي شبكشي بإدارته وذكائه وصلاته؛ وجاء برضا لاري رئيساً لتحريرها فتألقت مرة أخرى وارتادت آفاقا جديدة في التحقيق الصحفي الميداني المحلي واللقاءات مع زعماء العالم. ومضى علي شبكشي وتعثرت مسيرة رضا لاري، فتلكأت مسيرة «عكاظ» إلى أن جاءها هاشم عبده هاشم وما زال على الرغم من فترة غياب قصيرة. وأضفى هاشم عبده هاشم شخصيته ومفهومه الصحفي على «عكاظ»، وهو أقرب إلى مدرسة الخياط منه لمدرسة صلاح الدين، مع الكثير من مواهبه الذاتية التي أخذت ب«عكاظ» إلى صف الصحافة الأول. وكل هؤلاء، العطار والخياط والشبكشي واللاري وهاشم، جعلوا من «عكاظ»، الصحيفة والمؤسسة، مرفأ لولاء وإبداع مجموعة حية متجددة من الصحفيين والإداريين، تمتلئ حيوية وصخبا وحركة وإبداعا هي «عكاظ» اليوم التي يجد فيها القارئ شايع الوقيان جنبا إلى جنب مع عبد الله أبو السمح، ووليد قطان بجوار يحيى كوشك. ولا يخشى المتابع على «عكاظ» إلا من نفسها؛ من أن يطغى منطق المال على ضروريات الصحافة، أو أن يغفل التحرير أساسيات الإعلان والتوزيع والإدارة، أو أن لا يتعايش مسؤولوها مع مستجدات الحياة ومتغيراتها، وطبيعة المتلقي وخياراته المتزايدة ووعيه المتعاظم وبيئته التي تضج بالتغيير.