أوضح سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ أن الفضل يشمل العشر الأواخر من رمضان والعشر الأول من ذي الحجة، لافتا إلى قول العلماء أن الفضل في الأولى خاص بالليالي والثانية خاص بالنهار. وبين سماحته أن الأضحية سنة مع القدرة، لافتا إلى أن الإنسان إذا طلب منه ثمنها في دين استحق عليه فإن سداد الدين أولى من ذبح الأضحية والدين في ذمته. وأكد الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ أن تقديم ذبح الهدي قبل يوم النحر مخالف لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم وأن من قال ذلك من العلماء بالجواز فقوله غير صحيح لأنه يخالف السنة.. فإلى التفاصيل: ? أيهما أفضل العشر الأول من ذي الحجة أم العشر الأواخر من رمضان؟ كلتا العشرين لهما فضل، العشر الأخيرة من رمضان لها فضل، والعشر الأول من ذي الحجة لها فضل، لكن يقول بعض العلماء: يمكن الجمع بأن يقال: إن الفضل في العشر الأخيرة من رمضان خاص بالليالي؛ ولهذا النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يحيي ليالي العشر الأخيرة من رمضان بالصلاة والذكر وتلاوة القرآن، وليالي العشر الأخيرة من رمضان ترجى ليلة القدر في إحدى لياليها، وإن كانت الأوتار آكد من الأشفاع. وعلى كل حال العشر الأخيرة من رمضان موضع ليلة القدر، لهذا فضلت ليالي العشر الأخيرة من رمضان، أما عشر ذي الحجة فقد جاء في الحديث قوله -صلى الله عليه وسلم-: «ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر»، فخص الفضل بالأيام، ومع أن ليالي العشر الأخيرة من رمضان فيها خير، لكن اليوم يطلق على النهار. حكم الحج عن الميت ? أحج عن ولد لي توفي وعمره ثماني عشرة سنة وقد أخذت عمرة، فأرجو من سماحتكم تعليمي بماذا أفعله في بقية الحج؟ يعني أنت اعتمرت متمتعا بالعمرة إلى الحج فإذا أديت نسك العمرة فأحرم بالحج وقل لبيك حجا عن ابني فلان وأد المناسك على الوجه المرضي. الأضحية والدين ? أنا أبو عائلة تسعة أفراد ووالدي متوفى وعلي دين أقساط ودين قرض حسن، فهل أضحي أم أسدد بقية الدين؟ الأضحية سنة مع القدرة، فإذا كان مثلا تشتري الأضحية بخمسمائة ريال، وأنت مطلوب منك هذا الثمن فكونك تسدد الدين الذي عليك أولى من أن تذبح أضحية والدين لايزال في ذمتك. الفرق بين الأنساك ? ما الفرق بين المتمتع والقارن والمفرد؟ بينا أن القران والإفراد والتمتع نسك وأن التمتع أكملها حيث إنه يأتي بعمرة مستقلة طوافا وسعيا ثم يقصر ثم يحل، ويحرم بالحج في اليوم الثامن ويهدي ويكون عليه طواف وسعي لعمرته، وطواف وسعي لحجه. وأن القارن والمفرد عملهما واحد إلا أن القارن يزيد على المفرد بالدم وإلا فالقارن يطوف ويسعى إن شاء للقدوم ويبقى على إحرامه ثم يطوف ويسعى لحجه إن لم يكن سعى مع طواف القدوم وكذلك المفرد، وأن الإفراد والقران إنما الفرق بينهما أن القارن أتى بنسكين والمفرد بنسك واحد ولكن زاد القارن على المفرد بالدم فالمفرد لا دم عليه. التوكيل في الرمي ? هل يجوز رمي الجمرات عن والدي خوفا من الزحام؟ إن كان أبوك عاجزا ولايقدر على الرمي فارم عنه، ولا مانع من ذلك، وإن كان بإمكانه الرمي عن نفسه فليرم عن نفسه. لبس الإحرام ? هل يمكن لبس الإحرام بعد الوضوء في المدينة لأداء العمرة أم يلتزم بالغسل فيها فقط؟ لو لبس الإحرام توضأ واغتسل ولبس الإحرام لكنه لم ينو إلا عند ذي الحليفة فحسن، المهم ليس لبس الإزار والرداء وإنما المهم إيقاع النية عند الميقات. تقديم الهدي ? ما حكم تقديم ذبح هدي التمتع أو القران قبل يوم النحر، وقبل يوم عرفة وهل يؤثر ذلك على الحج؟ سنة محمد -صلى الله عليه وسلم- أنه ذبح هديه أي نحر هديه يوم النحر وقال: «لا أحل حتى أنحر فلم ينحر إلا يوم النحر»، فمن ذبح هديه يوم عرفة أو قبله فليعده فإن هديه غير صحيح، ومن قال من العلماء بالجواز فقول غير صحيح مخالف لسنة محمد -صلى الله عليه وسلم-. الإحرام من منى ? أنا من أهل مكة وأريد الحج، فهل يجوز لي الإحرام من منى لأنني أعمل فيها؟ إذا كنت نويت الحج وأنت داخل منى ولم تنو الحج قبل فأحرم من منى، أو من مكان نيتك. خطبة عرفة ? هل خطبة عرفة خاصة بإمام المسلمين أو هي عامة بحيث يجوز لكل من أم أن يخطب فيمن أمهم لاسيما إذا تعددت الجماعات؟ النبي -صلى الله عليه وسلم- خطب يوم عرفة واكتفى المسلمون بها وخلفاؤه الراشدون وأئمة الهدى يكتفون بخطبة الإمام أو من ينيبه الإمام، وأما أن تتعدد الخطب وكل يخطب في مخيمه فهذا ليس من فعل السلف الصالح، ولهذا شيخنا الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز -رحمه الله- كان يسمع الخطبة كاملة ويعلق عليها إذا سمعها ويعظ بعدما يسمع الخطبة ويصلي بالناس وما كان يبتدئ خطبة جديدة من تلقاء نفسه، لأنه يرى أن السنة هي الاكتفاء بخطبة المسجد الذي عينه الإمام، وتعدد الخطب في المجمعات ربما يكون وراءه شيء غير حسن، وربما يخطب من لايحسن ويقول من لايفهم فالذي أنصح به الاكتفاء بخطبة الإمام وسماعها ولاسيما الآن والنقل ممكن بمكبرات الصوت في المسجد والمذياع وغيره يمكن للإنسان أن يسمع الخطبة وينتفع منها وإذا أراد أن ينبه على شيء فلا مانع، لكن أن تتخذ كخطبة تؤسس فهذا خلاف ما عليه المسلمون.