لم يكن كتاب «باب السلام في المسجد الحرام عنوان أمة ورمز حضارة» للأستاذ الدكتور عبدالوهاب إبراهيم أبو سليمان مجرد كتاب اعتيادي، بل هو كتاب تاريخي تطويري لكتابه الصادر في عام 1427ه بعنوان «باب السلام في المسجد الحرام ودور مكتباته في النهضة العلمية والأدبية الحديثة»، والذي لاقى ترحيبا كبيرا في الوسط العلمي والوسط المكي واحتفاء به عبر الأندية والصوالين الثقافية والأدبية على مستوى المملكة، ونال جائزة كتاب العام من نادي الرياض الأدبي، وذكر أبوسليمان في مقدمته أن ما قاده إلى تغيير عنوان الكتاب وطباعته مرة أخرى هو ذلك النجاح الذي لاقته الطبعة الأولى، والمسؤولية الكبرى في زيادة الجودة والإتقان التي تمثلت حسب وصفه بخطوات من أهمها تطوير عنوان الكتاب، بحيث يكون عنوانا شفافا كاشفا لمضمونه ومحتواه في عبارة صريحة، وهي «عنوان أمة ورمز حضارة»، كما أخذ المؤلف من بعض المتابعين للشأن العلمي والثقافي الذين أدلوا بمقترحات أخذ بها الكاتب في طبعته الثانية، كما أضاف المؤلف قسما خاصا بعنوان «أضواء على الكتاب» رصد فيها بعض الدراسات التي كتبت في الكتاب بأقلام أدباء ومفكرين. وتناول المؤلف في كتابه باب السلام، وهو المدخل الأكبر للحرم المكي الشريف قديما، يقع في أقصى الجهة الشرقية إلى الناحية الشمالية، وهو عبارة عن ثلاثة أبواب كبيرة، ويعد معلما دينيا بارزا على امتداد التاريخ الإسلامي، حيث دخل المصطفى صلى الله عليه وسلم من باب بني شيبة إلى المسجد الحرام في حجة الوداع، ومع التوسعات الأولى للمسجد الحرام استبدل باب السلام المحاذي له المطل على المسعى الشريف، ليصبح المدخل الرئيس للحاج والمعتمر والقاصدين للبيت الحرام من أعالي مكة، وقد استحب الفقهاء رحمهم الله تعالى للحاج أو المعتمر أول ما يقدم إلى المسجد الحرام لإتمام النسك الدخول منه إلى البيت الحرام اتباعا لسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم. باب السلام العراقة والتاريخ جاء هذا العنوان في فصل الكتاب الأول، وهو عبارة عن عرض تاريخي لما كان عليه باب السلام قديما منذ توسعة الخليفة العباسي محمد المهدي رحمه الله للمسجد الحرام التي تمت في الفترة من عام 160 حتى عام 164ه، وما جرى من إحداثات ومبانٍ بعد ذلك بين باب السلام والمسعى أسهمت في تكوين هذا الجزء الذي آل أخيرا في القرنين الثالث عشر والرابع عشر الهجري إلى أن يصبح مركزا وطنيا وإسلاميا للمكتبات . وفي الفصل الثاني، تناول المؤلف إطلالة تاريخية على سوق الوراقة (الكتيبة) في مكةالمكرمة قديما. مكتبات باب السلام في الفصل الثالث، تناول الدكتور أبو سليمان مكتبات باب السلام التي كانت منتشرة على مساحة كبيرة في اتجاهات مختلفة يصعب تصورها على من لم يشاهدها، فقد تم تقسيمها إلى أربعة أجزاء، كل جزء في فصل مستقل في اتجاه الخارج من المسجد الحرام، وأرفق بكل جزء رسما تخطيطيا (كروكي) مستقلا عن بقية الأجزاء تارة ومتصلا بها تارة أخرى حتى يكون تمام التصور لدى القارئ الذي لم تسبق مشاهدته. واستعرض المؤلف في الفصل الرابع والخامس مكتبات باب السلام المطلة على الرحبة الرخامية، أما الفصل السادس فحوت على مكتبات باب السلام الصغير، وفي السابع المكتبات الكبيرة ودكاكينه، أما الثامن فكتب المؤلف عن دور مكتبات باب السلام في طباعة الكتب، وفي التاسع والأخير تناول المؤلف النشاط التجاري والحرفي في باب السلام.