قال الباحث المتخصص في العقيدة بجامعة القصيم الدكتور أحمد محمد عبدالرازق إن «حالة القابلية للاستعمار أدت إلى زيادة التخلف في العالم الإسلامي والتقدم في العالم الغربي، وأن هذا التخلف ساهم في احتلال كثير من أجزاء العالم الإسلامي عسكريا وثقافيا وسياسيا واجتماعيا». وعن الهجمة الغربية على العالم الإسلامي، ذكر أنها أفرزت اتجاهين، أحدهما يرفضها ويتمثل في الإحياء الإسلامي، والآخر يرحب بها ويتمثل في الحداثة، وكلا الاتجاهين يتكون من تيارات متعددة، جاء ذلك خلال مشاركته في ندوة «المشروع الحضاري بين الإحياء الإسلامي والتحديث الغربي الحالة المصرية نموذج» التي نظمها أدبي القصيم، ممثلا في جماعة «فكر»، وأدارها الدكتور إبراهيم الدغيري. واستعرض عبدالرازق دور الإسلام في ثورات الربيع العربي، معتبرا أن بوادر النموذج الجزائري تتكرر مرة أخرى، وأن هناك احتمالا لظهور الإسلام وفقا للنموذج التركي، وتطرق إلى حزب النهضة في تونس، ذاكرا أنه يأخذ منحى علمانيا في ما يخص الدستور، وذلك لتقديمه مصلحة الأمة، وتوقع أن يحصر الدين مستقبلا في نطاق ضيق في مجال القيم الخلقية. واعتبر الأستاذ الدكتور عبدالله البريدي في سياق مداخلته أن العقل الإسلامي عقل معطوب، مستدلا بالاقتتال بين الكتائب الجهادية المتناحرة في سوريا، ورأى طارق عبدالسلام أن المشكلة في المشروع الحضاري ليست سياسية، وإنما فكرية بسبب تدهور الحضارة الإسلامية من بعد القرن الرابع ثم تبعها هجمة احتلال للدول الإسلامية، بينما طالب عزالدين المجدوب عند دراسة حالات الدول الإسلامية أن يتم التفريق بين الدول التي تم استعمارها كتونس التي طالها تغيير في البنية الاجتماعية وبين الدول التي لم يتم استعمارها، وفضل عدم المبالغة في التجريح ووصف التأخر بسبب وجود قوى مستبدة لا تريد الخير لدول العالم الإسلامي، أما عضو مجلس الشورى السابق الدكتور عبدالرحمن المشيقح فبرر عدم تطور الشعوب العربية بأنها لم تمارس حرية الاختيار، وقال: «إن الكتاب يربطون غزو نابليون لمصر بالتحضر وينسون دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب المؤثرة»، منوها بنموذج المملكة كنموذج إسلامي ناجز وناجح، وتساءل الدكتو رإبراهيم زيد في مداخلته عن عدم وجود حوار إيجابي بين الواقع المعيشي وبين الفكر الحضاري الإسلامي. من جهته، رأى الدكتور سليمان خاطر أن الورقة لم تمثل الحالة المصرية، كما ذكر المحاضر. واعتبر سلطان الشريدة أن الليبرالية مناقضة للمشروع الإسلامي، كما أن التيار الإسلامي يحاول إحياء الفكرة الإسلامية، أما الفكرة الليبرالية فهي تطويع الفكر الإسلامي للفكر والاستعمار الغربي، وأشار محمد غانم إلى أن استعمار انجلترا وفرنسا لمصر لم يؤثر على لغتها بسبب وجود الأزهر الذي صد محاولاتهما في هذا الصدد.