أفصحت مصادر مصرية رفيعة المستوى عن أجندات المباحثات التي ستجمع الرئيس المؤقت المستشار عدلي منصور مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، مشيرة إلى أنها تحمل جدول أعمال مفتوحا يشمل كافة الموضوعات والقضايا التي تهم البلدين. ولفتت إلى أن العلاقات الثنائية تأتي على رأس هذه القضايا، كما لفتت إلى أن زيارة الرئيس منصور تعكس رسالة تقدير بالأساس على موقف خادم الحرمين الشريفين والمملكة ومبادرتها منذ اللحظة الأولى وانحيازها إلى جانب إرادة الشعب المصري في ثورته والذود عن حقوقه التي سطى عليها وسلبها نظام حكم الإخوان طيلة عام. وقالت إن الرئيس منصور يحمل رسالتين مهمتين، الأولى تنطوي على تقديره الشخصي وتقدير الشعب المصري لمواقف المملكة التاريخية تجاه مصر، خاصة أنه من المصادفة أن الزيارة تتزامن مع احتفالات مصر بذكرى الانتصار التاريخي في حرب السادس من أكتوبر 1973 ومرور أربعين عاما. وتتمثل الرسالة الثانية في تطمين المملكة قيادة وشعبا حيال تطورات الأوضاع الأمنية في مصر وسير الحكومة بخطوات مرسومة تنفيذا لخارطة الطريق التي أعلنت عنها القوات المسلحة إبان سقوط نظام الحكم السابق في 30 يونيو بموجب ثورة شعبية غاضبة على ممارسات هذا النظام طوال فترة حكمه. ولفتت إلى أن ملف العلاقات الثنائية سيحظى بالجانب الأكبر من لقاء القمة السعودية المصرية وسبل الدفع بهذه العلاقات في مختلف المجالات وكذا تعظيم الاستثمارات السعودية في مصر خلال الفترة المقبلة أخذا في الاعتبار أن العلاقات التجارية وكذا هذه الاستثمارات تأتي في المرتبة الأولى عربيا والثانية للاستثمارات الأجنبية بعد الولاياتالمتحدة. وفي هذا الصدد، ألمحت المصادر إلى أن رسالة تطمين سيقدمها الرئيس منصور إلى المستثمرين السعوديين تعكس جدية حكومته في تذليل كل الصعاب التي واجهتهم والحرص على توفير كافة الضمانات الأمنية إلى جانب التشريعات التي تحفظ هذه الاستثمارات وتهيئ لها المناخ الصحي باعتبارها تحقق مصالح ومنافع مشتركة للدولتين، حيث تسهم في توفير فرص العمل للشباب ومواجهة البطالة بالدرجة الأولى. وإلى جانب العلاقات الثنائية والاستثمارات، تتناول القمة ملفات وقضايا إقليمية مهمة يتصدرها ملف الأزمة السورية بكل تداعياتها وتعقيداتها حيث سيحرص الرئيس منصور على تأكيد موقف مصر المساند لحق الشعب السوري في الحرية والتغيير والعمل علي وقف المذابح التي يتعرض لها من جانب نظام حكم دموي. كما تتناول القمة الملف الفلسطيني، خاصة على ضوء الجهود الأمريكية المبذولة للتوصل إلى تسوية سياسية والتنسيق بين البلدين «مصر والسعودية» لتوفير كل أشكال الدعم والمساندة للسلطة الفلسطينية برئاسة أبومازن في هذه المفاوضات حتى يتم تحقيق الهدف المنشود وهو إقامة الدولة المستقلة والمتواصلة بعاصمتها القدس وفقا لما تضمنته مبادرة السلام العربية.