ليس ببعيد عن المدينةالمنورة وعلى مسافة 04 كلم تقع قرية الفريش التي يتمسك أهلها بالسكنى في رحابها رغم الجفاف الذي يأتي على الأخضر واليابس نتيجة العوامل البيئية وقلة الأمطار ما أصاب أشجارها بالتيبس، ومازاد الطين بلة هو الاحتطاب الجائر الذي تمارسه العمالة الوافدة دون وازع من ضمير مستغلين غابة الأشجار الكثيفة التي تتميز بها الفريش، ما ينذر بتصحر القرية. وأبدى ل «عكاظ» عدد من الأهالي دهشتهم من النقص الشديد في الخدمات الصحية والاتصالات والبنوك مع قلة المخططات السكنية، ناهيك عن الانتشار الملفت للعمالة السائبة، يأتي ذلك في الوقت الذي ارتقت فيه القرية مركز يتبعه 33 قرية، وارتفاع الكثافة السكانية بشكل كبير إذ تجاوز عدد سكانها 16 ألف نسمة. لوحات مطموسة ويفند سعيد الرحيلي حالة الجفاف للأرض والأشجار التي تعم الفريش رغم الأمطار التي هطلت مؤخرا على المنطقة وبغزارة، حيث يقول: كانت الأرض بحاجة ملحة إلى الكثير من الماء نتيجة الجفاف الذي أصاب القرية بشكل عام، ومازالت الأرض بحاجة إلى ماء كثير إلى جانب أن هطول الأمطار كان في غير موسم الوسم، لافتا إلى أن المشكلة الأهم التي تواجه القرية هي الاحتطاب الجائر، حيث يقوم عدد كبير من العمالة باحتطاب أشجار الفريش دون وجه حق، في غياب تام من وزارة الزراعة المخول الوحيد بالدفاع عن البيئة الزراعية، مشيرا إلى أن العمالة تستخدم سيارات مطموسة اللوحات حتى لا تتم مخالفة أصحابها. هاتف ثابت يوافقه الرأي عبدالرحمن الرحيلي مشيرا إلى أن قرية الفريش بحاجة ماسة إلى توفير عدد من الخدمات الأساسية مثل خدمات الاتصالات، خاصة الهاتف الثابت والإنترنت، مؤكدا عدم وصول أية خدمة تلبي حاجة المستخدم للإنترنت، والتي من بينها خدمات الDSL أو G3. صراف ومستشفى حكومي ويبدي الرحيلي استياءه من فقدان قرية بهذا الحجم والتعداد السكاني لصراف آلي، لافتا إلى أن أقرب صراف آلي يقع بداخل المدينةالمنورة على بعد 50 كلم، ما يشكل عبئا إضافيا على الأهالي، لتحملهم مشاق السفر ذهابا وإيابا للحصول على نقود. ولا تتوقف مشكلة الفريش على نقل الخدمات البلدية، إذ يرى حسن الرحيلي أن معاناة الأهالي تتعدى ذلك كثيرا، فغياب الخدمات الصحية يشكل معاناة كبيرة على الأهالي بشكل عام والمرضى وكبار السن على وجه الخصوص، فالمنطقة تفتقد إلى مستشفى رغم مجاورة 33 قرية، ما يؤكد الاحتياج الشديد لاستحداث مستشفى حكومي في هذه المنطقة، فالمركز الصحي الوحيد يعاني الضغط المستمر، بالإضافة إلى أنه يعمل في ساعات محددة، كما يغلق أبوابه يوم الجمعة، ما يعرض السكان والأهالي إلى الركض على الطرقات في حالة مرض أحدهم، بالإضافة إلى تهالك المبنى، وتقادمه وربما انتهاء عمره الافتراضي، فعند هطول الأمطار تتسرب المياه إلى داخل الغرف من جميع الأسقف، ما يضطر العاملين فيه إلى إغلاقه تماما، لافتا إلى أن المركز بجميع قراه يفتقد أيضا لصيدلية، ما يضطر الأهالي إلى السفر إلى المدينةالمنورة للحصول على أدوية. مركز الدفاع المدني ويضيف الرحيلي: ويبدو أن الجهات المعنية لا تلتفت لهذا المركز أو قراه ال33 خاصة مع عدم وجود مركز للدفاع المدني، مشيرا إلى حدوث عدد من الحرائق ما يخلف مآسي كبيرة ويذهب ضحيتها عدد غير قليل من الأرواح بسبب تأخر وصول فرق الدفاع المني التي تأتي من المدينةالمنورة، مؤكدا أن عددا من الحرائق تم إخمادها قبل وصول فرق الدفاع المدني نتيجة لبعد المسافة. خيبة أمل وفي سياق متصل أوضح الرحيلي أن أمانة المدينةالمنورة حددت أرضا في الجهة الغربية من قرية الفريش كمخطط يوزع على المحتاجين من الأهالي، إلا أن هذا المخطط، تعسرت ولادته لأسباب واهية -على حد قوله- فقصة هذا المخطط تتلخص في قيام الأمانة بندب عدد من الفنيين والمساحين للقرية لاختيار قطعة أرض مناسبة شريطة أن تكون قرية من مواقع خدمات البنية التحتية لتقام عليها خطة إسكانية لأهالي المنطقة، إلا أننا وحتى اللحظة بانتظار أن ينعم المخطط بخدمات البنية التحتية، لافتا إلى وجود عدد من المعدات شرعت بأعمال السفلتة والإنارة في بعض شوارع هذا المخطط رغم وفاة أغلب من تأملوا في الحصول على قطعة أرض، فيما لازال من هم على قيد الحياة ينتظرون تنفيذ المخططات، مستدركا: تواترت في الآونة الأخيرة بعض الأخبار مفادها أن الأمانة ستوزع المخطط وفق طلبات سابقة وعدم تخصيصه بالكامل لأهالي الفريش، ما أصاب الأهالي بخيبة أمل كبيرة. استراتيجية الخدمات أوضح ل «عكاظ» المتحدث الإعلامي بأمانة المدينةالمنورة المهندس عايد البليهشي أن قرية الفريش ضمن القرى التي تهتم بها الأمانة كحال قرى المنطقة، وذلك من خلال خطتها الاستراتيجية التي تهدف إلى مد جميع القرى بالخدمات البلدية التي توفر الحياة الكريمة للأهالي.