أكدت طبيبات متخصصات في الأورام، أن إقرار إلزامية فحص الماموجرام هو أفضل وسيلة لوقف زحف سرطان الثدي. وشددن بمناسبة احتفال المملكة بالشهر التوعوي لسرطان الثدي اعتبارا من أمس، على أن برامج التوعية التي تنفذها الصحة والمراكز المتخصصة أسهمت كثيرا في توعية النساء بأهمية الكشف المبكر، خصوصا بين الأسر التي عاشت تجربة المرض. الفحص المبكر دعت المدير التنفيذي لأحد مراكز رعاية مرضى سرطان الثدي بجامعة الملك عبدالعزيز وعضو مجلس إدارة الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان بجنيف الدكتورة سامية العمودي للتوعية بأهمية الفحص المبكر، كونه يمثل حجر الزاوية في قضية سرطان الثدي، موضحة أن الاكتشاف المبكر يرفع معدلات الشفاء إلى ما يقارب 98 في المائة، وبالتالي فإن نشر ثقافة الفحص المبكر يسهم في معالجة الكثير من السلبيات ومن أهمها وصول الحالات إلى المستشفيات في مراحل متأخرة. وأضافت أن الجهود المبذولة في مكافحة سرطان الثدي ليست كافية، لكنها حتما اختلفت عما كانت عليه سابقا، فهناك حراك من جميع فئات مقدمي الرعاية الصحية من الوزارة والجامعات والقطاعات الخاصة وغيرها في هذا الجانب. وبينت أن نسبة الحالات المتقدمة من سرطان الثدي في المملكة تمثل 70 في المائة من الحالات، مما ينعكس على خفض معدل الشفاء، بجانب التكلفة الاقتصادية في إهدار الموارد، حيث إن تكلفة عمل فحص الماموجرام في المتوسط 500 ريال، بينما تبلغ كلفة علاج مريضة سرطان الثدي 500 ألف ريال في المتوسط، وبالتالي فإن وجود برنامج وطني وإقرار إلزامية فحص الماموجرام للسيدات فوق سن 40 يعد أحد الحلول العاجلة لمواجهة هذا المرض الذي هو في نظري مرض عائلة لا مرض فرد، لأنه يؤثر على جميع مناحي حياة المريضة وعائلتها وكل من حولها. فحص الماموجرام أما رئيسة قسم الأشعة في مستشفى الملك فهد الجامعي في الخبر ورئيسة حملة التوعية بسرطان الثدي «الشرقية وردية 5» الدكتورة فاطمة بنت عبدالله الملحم، فقالت يمكن الحد من سرطان الثدي ومكافحته بتنفيذ الاستراتيجيات المسندة بالبينات للوقاية من هذا المرض والكشف عنه في مراحل مبكرة والتدبير العلاجي للمصابين به، وتزيد نسب الشفاء من العديد من السرطانات إذا ما تم الكشف عنها في مراحل مبكرة وعلاجها على النحو المناسب. وأكدت أن أهم الفحوصات اللازمة والتي تساعد في الاكتشاف المبكر لسرطان الثدي الماموجرام، هو تصوير الثدي بأشعة x، لاكتشاف سرطان الثدي قبل أن تظهر أعراضه بعامين تقريبا، وينبغي على المرأة فوق سن 40 أن تقوم بعمل الماموجرام مرة كل سنة. أهمية الفحص وشددت استشارية الأشعة التشخيصية بمجمع الملك عبدالله الطبي بشمال جدة الدكتورة ايمان باروم، على أهمية الفحص المبكر عبر الماموجرام، مطالبة كل سيدة تجاوزت سن 40 بعدم اهمال هذا الفحص الذي يعد مؤشرا لكشف أي تغيرات في الثدي. وأكدت أن سبب حدوث سرطان الثدي غير معروف تماما، ولكن توجد عوامل تزيد من فرص الإصابة بهذا المرض، حيث إن وجود واحد أو عدد من هذه العوامل لا يعني حتمية إصابة الشخص بهذا المرض، وهذه العوامل تشمل عوامل جينية 10 في المائة من حالات سرطان الثدي لها صلة بأسباب وراثية تتعلق بتشوهات تحدث في بعض الجينات، فالنساء اللاتي لديهن تشوهات في هذه الجينات يكن عرضة للإصابة بهذا المرض 80 في المائة أكثر من النساء الأخريات، واحتمالية الإصابة بسرطان الثدي تكون أعلى في النساء اللاتي لديهن أقارب من الدرجة الأولى أم، أخت، ابنة مصابات بهذا المرض، حيث ترتفع النسبة إلى الضعف، أما إذا كان الأقارب من الدرجة الثانية الجدة، العمة، الخالة سواء من ناحية الأم أو الأب فإن نسبة الإصابة ترتفع ولكن تكون أقل من الحالة الأولى. تجاوب ملموس من جانبها أوضحت رئيسة وحدة جراحة الثدي في مستشفى الملك فهد العام بجدة الدكتورة منى باسليم، أن جميع السيدات اللواتي تجاوزن سن 40 مطالبات بفحص الماموجرام لسرطان الثدي باعتباره خط الدفاع الأول في مواجهة أي تغيرات قد تبدو واضحة عند الاكتشاف المبكر، مشيرة إلى أن تجاوب السيدات مع حملات التوعية بأهمية اجراء فحص الماموجرام أصبح ملموسا لا سيما في العوائل التي شهدت حالات مرضية ولكن يظل المأمول أكثر من السيدات اللواتي كرسن حياتهن في العمل. باسليم شددت على أن الوقاية مطلب ضروري لتجنب الكثير من الأمراض من منطلق أن درهم وقاية خير من قنطار علاج، وأن الفحوصات ولو مرة كل عام ضرورية لرصد أي اكتشاف مبكر للأمراض، خصوصا سرطان الثدي.