بالتزامن مع الضجة الإعلامية والدبلوماسية التي واكبت زيارة الوفد الإيراني، برئاسة الرئيس حسن روحاني، إلى نيويورك للمشاركة في الدورة ال68 للجمعية العامة للأمم المتحدة، ذكرت مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية، أن روحاني نفسه فاوض الأمريكيين في عام 1986. وأفاد التقرير أن روحاني الذي كان يشغل آنذاك منصب مستشار لدى الحكومة الإيرانية، التقى سرا مع مسؤولين أمريكيين في فندق هيلتون في طهران بتاريخ 27 مايو 1986 للتوصل إلى اتفاق حول الرهائن الأمريكيين في لبنان. وكان الهدف الأمريكي إقناع القادة الإيرانيين بالمساعدة من أجل إطلاق سراح الرهائن، الأمر الذي كان روحاني مستعدا للقيام به مقابل بيع الولاياتالمتحدة لإيران أنظمة صواريخ وأسلحة. وأشار إلى أن الفريق الأمريكي الذي كان مؤلفا من موظفين في مجلس الأمن القومي، تضمن المقدم في قوات المارينز، أوليفر نورث، الذي كان يسعى لإقامة تحالف سياسي بين واشنطن والمعتدلين في القيادة الإيرانية، ومن بينهم حسن روحاني، الذي ظهر خلال تلك المحادثات بأنه مفاوض ماهر وعلى استعداد لأن يفسح المجال أمام الانفتاح الأمريكي-الإيراني ولكن بشرط الحصول على الأسلحة المطلوبة. وقد قال روحاني لنورث وزملائه: «إذا نجحنا في حل هذه المسألة فإننا نجعلكم أقوى في البيت الأبيض، ونحن سنفعل ما بوسعنا كما سبق أن وعدناكم». وأنهت المجلة تقريرها بالقول إن الأمريكيين وعدوا بإرسال طائرة مليئة بقطع الصواريخ بعد عشر ساعات فقط من إطلاق سراح الرهائن، لكن الإيرانيين أصروا على الحصول على الصواريخ قبل ذلك، كما اقترح روحاني المساعدة في الإفراج عن اثنين فقط من الرهائن، كمرحلة أولى. لكن الطرفين فشلا في التوصل إلى صيغة للتفاهم. من جهة أخرى، قالت شبكة فوكس نيوز الإخبارية الأمريكية أمس، إن الرئيس الإيراني، كان أعلن قبيل سفره إلى الأممالمتحدة أنه يأمل في تدشين مرحلة جديدة من الحوار مع واشنطن، وقد عاد إلى طهران محملا بآمال كبيرة لم يتوقعها أكثر المتفائلين. وأضافت إن المهمة الأكثر صعوبة أمام روحاني قد بدأت الآن حيث يتوجب عليه تسويق مبادرته الانفتاحية لدى المتشددين والمحافظين في الهيكلية السياسية للجمهورية الإسلامية، وخصوصا موافقة المرشد الأعلى علي خامنئي صاحب القرار الأخير في الشؤون القومية العليا.