يعتبر سرطان الثدي واحدا من أكثر الأمراض السرطانية انتشارا بين السيدات محليا ودوليا، ويمثل نسبة 28% من الأورام المنتشرة بين البالغين في المملكة، وتتصدر مناطق الشرقية 31 حالة لكل 100 ألف سيدة، ومكة المكرمة 29 والرياض 26، وتشير التقارير الطبية إلى أن نسبة الإصابة به لكل مائة ألف تقدر بواقع 22 حالة في المملكة. وتسعى العديد من المنظمات والمؤسسات الخيرية والطبية إلى تعزيز مكافحة سرطان الثدي في إطار البرامج التوعوية لمكافحة السرطان والبرامج المتكاملة لتوقي ومكافحة انتشارها، حيث تنظم جمعية السرطان السعودية بالمنطقة الشرقية حملتها التوعية بسرطان الثدي تحت عنوان «الشرقية وردية 5». وأوضحت رئيسة قسم الأشعة في مستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر الدكتورة فاطمة بنت عبدالله الملحم رئيسة الحملة للتوعية بسرطان الثدي «الشرقية وردية 5» أن من أسباب انتشار مرض السرطان بين فئة النساء في جميع أنحاء العالم أنه يتعذر فيما يخص غالبية المصابات بهذا السرطان الكشف عن عوامل الرئيسية كتعاطي التبغ والكحول واتباع نظام غذائي غير صحي وقلة النشاط البدني. وأشارت إلى أنه يمكن الحد من السرطان ومكافحته بتنفيذ الاستراتيجيات المسندة بالبينات للوقاية من هذا المرض والكشف عنه في مراحل مبكرة والتدبير العلاجي للمصابين به، مبينة أن نسبة الشفاء تزيد في حالة الكشف عنه في مراحل مبكرة وعلاجه على النحو المناسب. وأفادت أن جمعية السرطان السعودية بالمنطقة الشرقية تقوم بالعديد من البرامج الطبية في هذا الصدد حيث دشنت عددا من العيادات المتنقلة التي تجوب المدن والمناطق النائية، وبرنامج التواصل مع المرضى والأطباء (Outreach Program)؛ وذلك للتعريف بأهم العوامل المسببة للإصابة بالمرض، ووفقا لتقرير منظمة الصحة العالمية فإنه يمكن الوقاية بنسبة كبيرة من حالات السرطان بتغيير أو تلافي عوامل الخطر. وعن الفحوصات التي تسهم في الكشف المبكر عن سرطان الثدي قالت إن (الماموجرام) وهو عبارة عن تصوير الثدي ب«أشعة x»، يستطيع اكتشاف سرطان الثدي قبل أن تظهر أعراضه بعامين تقريبا، وينبغي على المرأة فوق سن الأربعين أن تقوم بعمل «الماموجرام» مرة كل سنة. وهناك أيضا الفحص الإكلينيكي للثدي والمنطقة المحيطة به، إذ يمكن للطبيب ملاحظة أي تغيرات في حجم أو شكل أو لون الثدي، وينبغي على المرأة فوق سن العشرين عاما أن تخضع لهذا الفحص مرة كل ثلاث سنوات، ضمن الفحوصات العامة التي تقوم بها، والمرأة فوق سن الثلاثين مرة سنويا. وأوضحت أن الحملة التوعوية التي تنظمها الجمعية، تحت شعار «الشرقية وردية» للسنة الخامسة على التوالي، هي نتاج مثمر لتعاون عدد كبير من الاستشاريات والاستشاريين والأخصائيات والأخصائيين والمتطوعين من خلفيات مختلفة، وتقوم الجمعية في شهر أكتوبر من كل عام بإعادة «مسيرة الحلم»، وذلك بالتوعية عن سرطان الثدي، تماشيا مع تعليمات منظمة الصحة العالمية، والشهر العالمي للتوعية عن المرض دوليا، لما فيه صالح المرأة والمجتمع، إضافة إلى أن الجمعية وضعت خطة مكثفة للتوعية خلال هذا الشهر، تشمل كافة المناطق، وعلى وجه الخصوص مدن وقرى المنطقة الشرقية من خلال برنامج العيادات المتنقلة وبرنامج شركة روش التوعوي للتواصل مع المرضى والأطباء في المناطق السكانية والمناطق النائية.