اختتمت مؤخراً الحملة الميدانية للتوعية بسرطان الثدي في مدينة أبها التي حظيت بأول عيادة متنقلة من نوعها في المملكة لتقديم فحوصات مجانية لسرطان الثدي مصداقاً لما وعدت به جمعية زهرة لسرطان الثدي لدى إطلاقها حملة مليون زهرة وزهرة ضمن مشروع طموح يستهدف توفير ثلاث عيادات متنقلة للفحص بأشعة الماموجرام تجوب المناطق النائية من المملكة لتقدم خدماتها مجاناً للسيدات الراغبات في الفحص. وقالت صاحبة السمو الملكي الأميرة هيفاء الفيصل رئيس مجلس إدارة الجمعية إن الجمعية سبق أن زارت منطقة عسير في الماضي واطلعت على طلبات الأهالي الراغبين في إجراء فحوصات لسرطان الثدي في المنطقة لمن لا يقدرون على إجرائها في مستشفيات المدن الكبرى، وقالت إن الحملة تعود مجدداً إلى أبها لتقدم للأهالي ما وعدتهم به من فحوصات تحتاجها النساء، رغبة منا في تقويض انتشار سرطان الثدي والعمل على توفير الكشف المبكر الذي يساهم في فعالية العلاج بإذن الله. وأشارت إلى أن انطلاقة فعاليات أولى العيادات المتنقلة لجمعية زهرة لسرطان الثدي في مستشفى الملك خالد بمنطقة عسير هو أحد أهم ثمار الحملة الوطنية للتوعية بسرطان الثدي التي رعتها لدى انطلاقها في الرياض سمو حرم خادم الحرمين الشريفين الأميرة حصة بنت طراد الشعلان، لتقدم للسيدات فحوصات الماموجرام مجاناً فضلاً عن الفعاليات التوعوية التي تسعى لزيادة الحصيلة المعرفية لدى النساء بهذا المرض وخطورته وأهمية اكتشافه المبكر، استكمالاً للحملات الميدانية التي طافت بمناطق المملكة انطلاقاً من الرياض، وقالت سموها كلنا رجاء أن تسهم تلك الحملة في الحد من انتشار المرض الذي يهدد الأسرة وليس المرأة وحدها، ويترك انعكاسات سلبية عميقة على المصابات به. من جانبها لفتت الدكتورة منى مشيط عميد المركز الجامعي لدراسة البنات في جامعة الملك خالد إلى أن سرطان الثدي يعد من أبرز الأمراض المؤدية إلى الوفاة بين الإناث، وأضافت أن ثمة عوامل تزيد من فرص تطور المرض وهي ما يسمى عامل المخاطرة خطر، ومن أبرز تلك العوامل بالنسبة لسرطان الثدي، العمر، حيث يزداد خطر تطور سرطان الثدي بتقدم العمر، مشيرة إلى أن الغالبية العظمى من الاصابات بسرطان الثدي تحدث لدى النساء فوق سن الخمسين. وقالت الدكتورة منى إن معظم أنواع السرطان تتطور ببطء على مر الزمن ولهذا السبب فسرطان الثدي هو الأكثر شيوعا بين النساء المسنات. من ناحية أخرى قالت إن من عوامل المخاطرة/الخطر أيضاً العمر عند بدء الحيض، حيث إن مستويات هورمون الاستروجين لدى الاناث تتغير مع دورة الطمث، فإذا بدأت المرأة أول دورة حيض لها في سن مبكرة جداً، أي قبل سن 12 سنة مثلاً، فإنها قد تتعرض لزيادة طفيفة في مخاطر الإصابة بسرطان الثدي بسبب تعرضها لهرمون الاستروجين بصورة أطول من غيرها، كما أن من أبرز عوامل المخاطرة، العمر عند أول مولود حي، حيث إن الولادة المبكرة والرضاعة الطبيعية تساعدان بشكل كبير في الحد من خطورة تطور المرض. على صعيد آخر، أشارت الدكتورة حنان محمد شاهر المشرف على فريق التوعية الميداني إلى أن الحملة الميدانية قدمت معلومات وفيرة حول الفحص الذاتي للثدي، وأشعة الصدر (الماموغرام)، وكيفية إدارة الحياة بالأسلوب الأمثل، وسبل الدعم النفسي والأسري. وقالت إنه من المهم في المرحلة الأولى تثقيف الشرائح المستهدفة بأهمية الكشف المبكر ومن أولى خطواته الاهتمام بالفحص الذاتي وتثقيف الناس بأهم الأعراض التي قد تظهر أثناء الفحص الذاتي، وتتمثل في ظهور ورم في موضع معين، وتغير في شكل أو حجم الثدي، وانخفاض أو نتوءات بالجلد، وتغير في لونه، فضلاً عن خروج إفرازات - وبخاصة الافرازات الدموية - من الحلمة خلال الفحص الذاتي. ودعت النساء إلى الاستفادة من عيادة زهرة، وعدم التردد في طلب الاستشارة الطبية التي يمكن أن تكون سبباً في إنقاذ بعض الحالات المعرضة لخطر سرطان الثدي.