طالبت مصادر لبنانية حزب الله بتقديم تنازلات لتسهيل تشكيل الحكومة، وقالت إن بوابة هذه التنازلات تكمن في إعلان الحزب انسحابه عسكريا من سوريا والتزام سياسة النأي بالنفس. ورأت المصادر أنه بدون هذه التنازلات فلا إمكانية لمشاركة حزب الله في تشكيل الحكومة، وهو ما يعني استمرار الفراغ الحكومي. وأشار وزير السياحة في حكومة تصريف الأعمال فادي عبود، إلى أن الجميع موافق على الحوار، إلا أن موضوع تأليف الحكومة ليس لبنانيا صرفا، بل هناك تدخلات خارجية، وتوقع أن تسهل زيارة رئيس الجمهورية للمملكة تشكيل الحكومة، داعيا جميع الأفرقاء إلى التوقف عن طلب نصيحة الخارج. من جهته، قال عضو كتلة المستقبل النائب عمار حوري، إن تشكيل الحكومة أصبح ضرورة، ويجب على رئيس الدولة ميشال سليمان ورئيس الحكومة المكلف تمام سلام إصدار مراسيم تشكيل الحكومة، معتبرا تهديد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، دليلا على أنه لا يملك المنطق لإقناع الآخرين بحجته، وهو يغلب مصلحته الخاصة على المصلحة العامة، وأفاد أن قوى «14 آذار» دعت سلام إلى إصدار الحكومة وفق المصلحة الوطنية، وفي حال عدم نيل الحكومة الثقة ستتم الدعوة إلى استشارات جديدة ، وهو ما سيشكل خطوة باتجاه إعادة التواصل. وأضاف أن حزب الله «عندما ينسحب من سوريا سينتقل من الأكثر سوءا إلى السيئ، مشيرا إلى أنه حين ذهب إلى سوريا زاد الأمور تعقيدا فخرق الدستور وإعلان بعبدا، وانسحابه سيؤدي إلى جعل لغة النقاش أكثر مرونة، مؤكدا أن البند الوحيد الذي يجب أن يناقش على طاولة الحوار هو سلاح حزب الله. وحول تراجع رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط عن صيغة 8-8-8 الحكومية، قال النائب نبيل دو فريج، «بالنسبة لنا فقد دعمنا رئيس الحكومة المكلف تمام سلام على أساس بعض الأفكار والتوجهات التي أعلنها وما زال سائرا بها لجهة فريق عمل متجانس وحكومة جامعة ومن دون ثلث معطل، وأنه على سلام أن يقدم التشكيلة التي يراها مناسبة وهو يعلم من هي الشخصيات التي يمكن أن تؤلف فريق عمل متجانس وتكون مناسبة في هذه المرحلة من دون أن يأخذ الأسماء من الأحزاب. وردا عن سؤال حول تشكيلة إمكانية طرح تشكيلة 9-9-6 من قبل سلام، أوضح النائب فريج أن موقف كتلة المستقبل يعلن بعد اجتماعها الأسبوعي، إلا أنه استبعد القبول بهذه الصيغة.